عطاءات كثيرة ومتنوعة تم توثيقها بالصور الثابتة والمتحركة وبالصوت والكلمة تشهد اليوم على ما قدمه المرحوم الحاج الحسين الراديف في مسار حياته...كانت موضوع شهادات ومداخلات العديد ممن ألقوا كلماتهم في حفل الذكرى الأربعينية لوفاة المرحوم المنظم يوم الأحد 27فبراير 2011،بإحدى القاعات الخاصة بمدينة أكَادير، من طرف الكشفية الحسنية المغربية وعصبة سوس لكرة القدم وجمعية نجاح سوس والكتابة الإقليمية لأكَادير و الكتابة الجهوية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بجهة سوس ماسة درعة. فالشهادات المقدمة انصبت في هذه الذكرى التي عرفت حضورا كبيرا من كل الأجيال ومن رفقاء وأصدقاء الراحل وممثلي الأندية الرياضية بسوس وجمعيات الكشافة والجمعيات المختلفة وعدد كبير من المناضلين الاتحاديين.. على ما قدمه الحاج الحسين الراديف، سواء في الميدان الرياضي والكشفي والسياسي والجماعي محليا وجهويا ووطنيا. ففي الميدان الكشفي والجمعوي، أكد الدكتور عزالدين كيليطو، أن الراحل قدم الشيء الكثير للكشفية الحسنية المغربية في العمل والتسيير من شبل إلى قائد إلى مفوض دولي، وفي بناء المقر الكبير للكشفية الحسنية بحي المسيرة بأكَادير الذي اقترح أن يطلق عليه اسم «الحسين الراديف»لأنه اقترن باسمه، أو من خلال تمثيله للكشفية الحسنية المغربية في المؤتمرات الدولية المنظمة بجميع القارات حيث يعود له الفضل في إبرام علاقات كشفية عديدة على المستوى الدولي. وفي الميدان السياسي، وقف نائب الكاتب الجهوي لحزب الاتحاد الاشتراكي «البشير خنفر» عند خصال الفقيد العديدة التي جعلته يمثل نموذج الإتحادي الصلب والبَنّاء في مقترحاته على المستوى التنظيمي في لحظات حاسمة، سواء كمسؤول في الكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي بأكَادير أو كعضو المجلس الوطني. وفي الميدان الجماعي قال خنفر: إن الحسين الراديف كان من الاتحاديين الذين فرضوا استقلالية التدبير الجماعي، والحد من تدخلات سلطة الوصاية عندما تحمل المسؤولية إلى جانب إخوته الاتحاديين الذين واجهوا مختلف الضغوطات وأشكال التضييق على مبادراتهم أثناء تسيير وتدبير المجلس البلدي لأكَادير، وخاصة عند تحمله المسؤولية في ولاتين من1983 إلى 1992، ومن2003 إلى2009،حيث تميز بنظرته العميقة واقتراحه السديد وبواقعيته التي استمدها من عدة تجارب، ولهذا فالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بسوس يفتخر أن يكون من قيادته مناضلا من عيار الحسين الراديف. أما شهادة جمعية نجاح سوس وعصبة سوس لكرة القدم، فقد ركزت على مجهودات المرحوم في مجالات عدة أوصلت فريق نجاح سوس إلى المراتب المتقدمة جهويا ووطنيا، وأصبحت بفضله عدة أندية بسوس تتوفر اليوم على ملاعب معشوشبة وموارد قادرة، مما جعلها تتخطى بعض العراقيل والصعوبات التي كانت تواجهها. «وذكرت كذلك أن المرحوم كان له الفضل في إنشاء أول مدرسة كروية بسوس، وفي تنظيم التكوينات الرياضية لفائدة المدربين والحكام والكتاب العامين والمسؤولين وفي إحداث كؤوس «مثل كأس سوس للفتيان» وكأس مولاي الحسن بسوس، وفي تكريم فعاليات رياضية من لاعبين ومسيرين ومناديب وصحافيين وجمهور، وفي تنظيم دوريات باسم بعض الرياضيين المتوفين «بوجناح، شيشا ،أكشوض» زيادة على حضوره في الملتقيات الوطنية والقارية والدولية عندما كان عضوا في الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. فضلا عما قدمه بشكل كبير للرياضة بسوس والوطن عموما ولجمعية نجاح سوس سواء من ناحية البنية الرياضية أومن ناحية التسيير وتكوين وإعداد أبطال في رياضات مختلفة، وفي تمكين عصبة سوس من مقرين مجهزين واحد للإدارة والآخر للطب الرياضي. وهذا ما جعل المرحوم ينعم قيد حياته بوسام ملكي ومن عدة شواهد رسمية وغيرها عرفانا لما أسداه للجهة والوطن من عطاءات و أنشطة زاولها المرحوم كما تتبعها الجميع عبر الشريط بأجزائه الثلاثة عن شخصية فقدها الجميع تمثل بحق مدرسة واقعية وبرغماتية ناجحة في الحياة ، والدليل هو نجاح جميع مشاريعه التي برمجها. هذا وكانت أقوى الشهادات التي ألقيت تلك التي قدمتها شريكة حياته زوجته(عضوة المجلس البلدي لأگادير)التي ذكرت فيها أن المرحوم كان يجد راحة تامة في العمل، وهو يضع مصلحة الناس نصب عينيه، وكان يتشبث بحلمه ويدافع عنه وهو يتدفق نشاطا وعملا، كما كان متشبعا بروح التربية للكشفية الحسنية المغربية ومخلصا لبلده وملكه، وكان رجلا دبلوماسيا وسياسيا ومخططا وبانيا لمشاريع رياضية قارة بأحياء: إحشاش والمسيرة وتالبرجت والخيام، وكان رجلا مربيا داخل بيته وخارجه. وذكرت كذلك أن الفقيد كان رجلا صبورا إلى حد لا يطاق حيث واجه مرضه العضال بصبر وثبات إلى درجة لم ينل من عزيمته بل ظل مؤمنا بالله، كما أنه ظل يواصل اتصالاته بإخوانه في الكشفية الحسنية والمجلس البلدي لأكادير وفي عصبة سوس ونجاح سوس وفي الكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وهو طريح الفراش.