من المنتظر أن يدخل يومه الأربعاء تجار ومهنيو سوق الجملة للخضر والفواكه بالدارالبيضاء في إضراب أولي عن العمل لمدة 48 ساعة قابلة للتمديد، وهو الأمر الذي يعتبره المتتبعون خطوة تصعيدية قد تنذر بخلق أزمة في تموين السوق بالخضر والفواكه بجهة الدارالبيضاء على بعد أيام قليلة عن عيد الأضحى المبارك. فتح الله الباشا رئيس جمعية سوق الجملة للخضر والفواكه، أكد في حديث لجريدة الاتحاد الاشتراكي، «أن الإضراب ليس للمزايدة على أحد، بل جاء احتجاجا على الأوضاع غير الطبيعية التي يعيشها التجار والمهنيون العاملون داخل السوق جراء تراكم المشاكل ، وأن هذا الاضراب جاء بطعم الاجماع خاصة بعد أن أعطيت للشركة المفوض لها تدبير هذا المرفق الاقتصادي المدة اللازمة للتعبير عن نواياها الحسنة لتطوير السوق والنهوض به ليس فقط في الجانب المالي الذي حددته الشركة لمجلس المدينة في 14 مليار سنتيم كمداخيل؛ بل أيضا تهيئة الفضاء وتوفير الظروف المواتية للاشتغال» . فتح الله الباشا شدد على أن غياب الحوار مع شركة التنمية المحلية التي كلفها مجلس المدينة بتدبير مرافقه من بين الأسباب التي أوصلت السوق إلى ماهو عليه، مؤكدا على أن «السوق أصبح مرتعا لتنامي الجريمة وأن التجار والمهنيين أصبحوا غير آمنين على سلامتهم وممتلكاتهم في الوقت الذي أصبح المرفق يعيش فوضى عارمة وتقاعس الشركة عن القيام بما التزمت به ، الأمر الذي يحيلنا على القول أن شركة التنمية المحلية المشرفة على السوق فشلت في تدبيره بسبب غياب الحكامة والمقاربة التشاركية في التدبير». وعن الرسوم الجبائية ( العشار ) أشار فتح الله إلى أنه «من المفارقة أن يؤدي التجار العشار على رأس المال وليس على الأرباح ،وهو مايشكل خرقا للقانون وأن لجنة الأثمنة بصيغتها الحالية أصبحت متجاوزة» ، مضيفا «أن جميع العاملين والمهنيين واعون تمام الوعي بأهمية المرحلة، وبأن قرار الإضراب لارجعة فيه، بل في حال تمادت الجهات المسؤولة في تعنتها، فإن التجار سيدخلون في أشكال نضالية مشروعة وغير مسبوقة ،وأن الأمر يتطلب تكتلا لجميع الفاعلين بالسوق حيث سيتم إحداث تنسيقية لتدبير المرحلة». وعن الملف المطلبي للتجار والمهنيين، أكد فتح الله «أن هذا الإضراب إنذاري وأن هناك تحركات لتسجيل دعاوى ضد مجلس المدينة وأنه سيتم الاشتغال بشكل جماعي مع جميع الفرقاء بالسوق بدون إقصاء ،لأن المصلحة العامة تقتضي ذلك». وفي الأخير أكد فتح الله أن الأمن الغذائي للمواطنين من أهم انشغالاتهم وأن التجار وجدوا أنفسهم مجبرين على خوض الإضراب الإنذاري وأن الجميع واع بطبيعة المرحلة. الإضراب المعلن عن تاريخه من المتوقع في حال تنفيذه، أن يحدث أزمة حقيقية في تزويد مدينة الدارالبيضاء بالخضر والفواكه على بعد أيام من حلول عيد الأضحى ،وأن يفتح المجال للمضاربات ويلهب بالتالي الأسعار المرتفعة أصلا ، في ظل موجة الغلاء التي تخنق أنفاس المواطنين منذ سنوات .