بعد إغلاق دام لأربع سنوات،عاد الفريق الوطني المغربي إلى المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله،حيث إستقبل فريق ساوتمومي برسم الجولة الأخيرة، من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس إفريقيا التي ستحتضنها الغابون،على بعد شهر،إذا ما إستقرت الأوضاع الأمنية بعد التجاذب حول الفوز في الإنتخابات الرئاسية بين على بانغو،وادجانبينك عودة الفريق الوطني إلى خوض مبارياته بمدينة الرباط، كانت باهثة بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رونار،خاصة وأن منتخب ساوتومي يحتل المرتبة الأخيرة في المجموعة،في حين يحتل الفريق الوطني المغربي المرتبة الأولى، وكان ضمن التأهل منذ الجولة الرابعة.هذه الوضعية كان من المفروض أن تجعل عناصر الفريق الوطني المغربي تلعب بعيدة عن الضغط،وبعيدا عن الحسابات التي كان الفريق الوطني المغربي يجد نفسه،مطالبا بالفوز والإنتظار. الوجه الباهث الذي ظهر به الفريق الوطني المغربي،مرده إلى كون المدرب الفرنسي هيرفي رونار،لازال في مرحلة التجريب،بالرغم من كونه خاض العدد الكافي من المباريات التي تجعله يستقر على لاعبين أساسيين،لكن العديد من الحسابات جعلت المدرب رونار،يسقط وإلى حد الآن ،وكما حصل مع المدرب السابق بادو الزاكي،الذي قضى فترة طويلة في المناداة على لاعبين لتجريبهم،بالرغم من كونه كان في مرحلة تستوجب الإستقرار. المدرب رونار،وبعدم إستقراره على مجموعة ثابتة ،أفقد اللاعبين إمكانية الإنسجام،وهو شرط أساسي من شروط قوة أي فريق لكرة القدم،كما أنه أسقط اللاعبين في تحد مع الذات ومع اللاعبين الآخرين،وهذا ماجعلهم يعتمدون على اللعب الفردي المبالغ فيه،لأن الهدف عند كل لاعب الآن هو ضمان الرسمية. الرغبة في تحقيق هذا الهدف،زاد من حدته المدرب رونار،الذي نادى على أكثر من لاعب يلعب في نفس المكان،وهذا بالطبع جعل كل اللاعبين تحت الضغط،خاصة وأن العديد منهم عندما تسأله عن إمكانياته،وقدرته على الإنسجام،يجيبك بأن المرحلة الآن تتطلب في المقام الأول ،تأكيد الذات وفرضها على المدرب،وهم يشعرون بذلك بقوة خاصة وأن العديد منهم تعاقدوا مع فرق أوروبية في الآونة الأخيرة أي قبل نهاية الميركاتو الصيفي،وأن تواجدهم ضمن إختيارات المدرب هيرفي ررونار يعد تزكية لهم أمام مدربييهم داخل أنديتهم. إضافة إلى كل هذه العوامل نجد بأن المدرب رونار لازال هو أيضا يبحث عن التاكتيك الذي سيخوض به مبارياته،لقد تتبعنا كيف واجه الفريق الألباني بخطة جديدة ليغيرها تماما أمام فريق ساوتومي،وليغير معها مجموعة من اللاعبين سواء لإختياراته الهادفة إلى تجريب أكبر عدد من اللاعبين،أو لتواجد مجموعة منهم في حالة الإصابة.كما أن تعاقد مجموعة من اللاعبين الأساسيين بدورات ى الخليج ،جعل المدرب الفرنسي هيرفي رونار،يجد نفسه مرغما على البحث عن بدائل في أكثر من موقع،وهذا ماجعل الفريق الوطني المغربي يعاني سواء على مستوى الدفاع أو الهجوم بالرغم من التأهيل المبكر، لأن كل المتتبعين إعتبروا الفرق التي واجهها الفريق الوطني المغربي خلال الإقصائيات فرقا سهلة(ليبيا،الرأس الأخضر تم ساوتومي)والدليل على ذلك إنتصارالفريق الوطني في أربع مباريات. بالعودة إلى المبارة ضد الفريق الوطني ل ساوتومي وبالرغم من الإنتصار بهدفين مقابل لاشيء (هدف زياش من ضربة جزاء في الدقيقة 56 وهدف عزيزمحدوز في الدقيقة 83 برأسية رائعة) فإن العديد من علامات الإستفهام طرحت نفسها بشدة خاصة حظوظ الفريق الوطني المغربي للتأهل إلى كأس العالم بروسيا في ظل تواجده ضمن مجموعة قوية، تضم أقوى الفرق الإفريقية (الغابون،مالي،الكوت ديفوار).