بانتصار الفريق الوطني على منتخب الرأس الأخضر، بملعب برايا، برسم الجولة الثالثة من المجموعة السادسة للتصفيات المؤهلة إلى كأس إفريقيا بالغابون2017، يكون رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، قد كسب رهان تغيير الإطار الوطني بادو الزاكي بالمدرب الفرنسي هيرفي رونار، ونجا من تحمل تبعات قرار ، كان الكثير من المتتبعين يعتبرونه جاء في وقت غير مناسب، لأن الفريق الوطني كان في حاجة ماسة إلى الاستقرار والتركيز على الإعداد، وليس إلى بداية مرحلة جديدة، تتطلب الكثير من الآليات، لإبعاد اللاعبين عن الانعكاس السلبي للرجة النفسية، كما كان يتطلب بعض الوقت لكي يتجاوب اللاعبون مع طريقة اشتغال المدرب الفرنسي هيرفي رونار. كل هذه المعطيات، كانت ومن دون ذرة شك، تؤرق رئيس الجامعة فوزي لقجع، لأنه وحده تحمل مسؤولية التغيير، وربما كان القرار سيعصف بمنصب المسؤولية، لو انهزم الفريق الوطني أمام الرأس الأخضر، لأنه كان سيدخل مرحلة الشك، بعد أن يفقد الصف الأول في المجموعة. قلق فوزي لقجع،ترجمته مرافقته للفريق الوطني إلى الرأس الأخضر، صحبة مجموعة من أعضاء المكتب التنفيدي، والهدف من ذلك هو الوقوف شخصيا على تواجد الفريق الوطني بالعاصمة برايا، وفرض المزيد من الانضباط داخل كل مكونات المنتخب الوطني، بالرغم من كون المدرب رونار معروف بصرامته، وبعدم خوفه من نجومية بعض اللاعبين، خاصة وأنه درب لاعبين كبارا في القارة الإفريقية ولم تشفع لهم نجوميتهم وشهرتهم بعدم البقاء في دكة الاحتياط، وهو ما أعاده إلى أذهان لاعبي الفريق الوطني من خلال تصريحاته للصحافة قبل السفر إلى الرأس الأخضر. وبالعودة إلى المباراة، فإن هيرفي رونار، بقي وفيا لتصريحاته، عندما أعلن بأنه سيهتم بالنتيجة وليس بالأداء، وقد تتبعنا كيف أن أداء لاعبي المنتخب الوطني لم يكن في مستوى التركيبة البشرية، التي ضمت لاعبين لهم مكانة كبيرة في البطولات الأوروبية، لأن المباراة طغى عليها النهج التكتيكي الصارم من طرف المدربين، كما لاحظنا كيف أن رونار كان كل همه هو حرمان لاعبي الرأس الأخضر من بلورة لعبهم، ولهذا ملأ وسط الميدان، واعتمد على القوة العددية في التغطية، الشيء الذي حرم لاعبي الرأس الأخضر من أي مساحة، قد تشكل فرصة للاختراق. مقابل ذلك جعل من الأجنحة آلة فعالة للتوغل، وإسقاط أكبر عدد من الكرات داخل مربع عمليات فريق الرأس الأخضر، وهو ما مكن اللاعب العائد بوصوفة من إحراز ضربة جزاء، نفذها العربي بنجاح، وقبلها ومن اختراق سريع،حصل الوافد الجديد اللاعب بوفال على ضربة ثابتة، عوض ضربة جزاء. ومن خلال الأداء العام يمكن القول بأن لمسة المدرب رونار كانت حاضرة، وانسجام اللاعبين لم يتأثر بقصر مدة التعامل مع المدرب الجديد، مع التذكير بعامل الرياح التي كانت قوية طيلة دقائق المباراة، والعشب الاصطناعي وهما عاملان حرما اللاعبين من التحكم في مسار الكرة بشكل جيد، ذلك أن التمريرات في الشوط الأول كان يتغير اتجاهها أو تفرض على اللاعب بدل الكثير من الجهد لتسلمها، أما في الشوط الثاني، حيث كان الفريق الوطني يلعب عكس اتجاه الرياح، فإن ذلك حد من سرعة الهجمات، في حين كان قوة إضافية للاعبي الرأس الأخضر، الذين كانوا قريبين من تسجيل هدف التعادل لولا سرعة بديهة الحارس المحمدي. كل عوامل العشب والرياح ستنتفي اليوم الثلاثاء خلال مباراة الإياب بمراكش، وسيكون الفريق الوطني أمام جماهيره بالملعب الكبير، من أجل تأكيد الانتصار في مباراة الذهاب، وبالتالي الاطمئنان على التأهيل بعيدا عن الحسابات، ولتبقى المباراة ضد ساوتومي،لتجريب بعض الاختيارات.