بعد مرور ثلاث مراحل من البرنامج الوطني للتخييم (صيف 2016) ومواكبة منها لهذا البرنامج, فإن جمعية الرسالة للتربية والتخييم, سجلت مجموعة من الاختلالات التي تحد من نجاعته، بسبب غياب الحكامة والارتجالية في تدبير القطاع وطغيان الولاءات السياسية والحزبية الضيقة وعدم ربط المسؤولية بالمحاسبة وعدم تعبئة القطاعات الأخرى المتدخلة كالصحة والنقل وغيرها، وهذه الاختلالات يمكن إجمالها في الآتي: تباين الصفقات من منطقة إلى أخرى، حيث نجد في بعض المخيمات أثمنة المواد الغذائية منخفضة، في حين نجدها في مخيمات أخرى جد مرتفعة ,مما يؤثر على البرنامج الغذائي للمستفيدين ويخلق نوعا من التمييز بين أبناء الوطن الواحد وكنموذج على ذلك صفقة المواد الغذائية بسيدي رحال مديرية برشيد جد مرتفعة، في حين صفقة المواد الغذائية في الهرهورة منخفضة، فلماذا هذا التباين بين المديريات الاقليمية في أثمنة المواد الغذائية؟ تقلص بنيات الاستقبال بالمخيمات وذلك بسبب تلاشي تجهيزاتها وعدم تجديدها من أفرشة وأسرة، مما يؤدي إلى الاكتظاظ في بعض المخيمات، والتأثير على جودة المنتوج التخييمي على جميع المستويات التربوية والبيداغوجية والحد من فعالية تطبيق المشروع البيداغوجي للمخيم. حرمان جزء كبير من أطفال المغرب من التخييم بسبب تقليص الفضاءات المستقبلة تحت ذريعة الاصلاح أو بذرائع أخرى، علما أن سير الاشغال يعرف تعثرا بسبب البطء في الإنجاز وعدم احترام الآجال المحددة لذلك، وأمام هذه الإشكالية لجأت وزارة الشباب والرياضة إلى دعوة الجمعيات إلى البحث على فضاءات خاصة من اجل تغطية المقاعد الممنوحة لها، وهنا تبرز مشاكل أخرى من قبيل تعقد مساطر الاستفادة من فضاءات المؤسسات التعليمية، وانتشار الزبونية والمحسوبية في هذا المجال. غياب رؤية واضحة عن مسار التكوين بالقطاع وضياع لبطائق المتدربين وعدم وجود برنامج معلوماتي يضبط هذه العملية، كما أن نظام التتبع التربوي بالمخيمات يفتقد إلى الكثير من الأسس البيداغوجية والتنظيمية مما يفتح الباب للارتجال أكادير نموذجا. عبثية برمجة تنقل الأطفال من وإلى المخيمات عبر القطارات، حيث يتم برمجة هذه الرحلات في أوقات غير مناسبة ومتأخرة، مما يجعل الأطفال عرضة للانتظار لمدة طويلة في المحطات بدون ماء ولا غذاء، بعد نفاد ما بحوزتهم بسبب التأخر غير المبرر لمواعد الانطلاق المحددة في تصاميم النقل، إضافة إلى الارهاق والعياء الذي يلاقيه الأطفال جراء اللامبالاة وعدم الاهتمام من قبل المكتب الوطني للسكك الحديدية. التعقيدات التي تفرضها بعض المديريات من أجل المصادقة على أوراق السفر مثل مطالبة الجمعيات بضرورة مصادقة الآباء على الشواهد الطبية بمديرية القنيطرة، وإلزامية أن يكون جميع المشاركين من نفس المدينة مديرية سلا، فهذه الإجراءات المزاجية لبعض المندوبين تؤثر سلبا على السير العام وتفوت على الجمعيات القيام بعملية حجز القطارات في الوقت المناسب. عدم استفادة الجمعية من حصتها الممنوحة من طرف الوزارة الوصية بسبب عدم وجود الفضاءات، أو بسبب عدم وجود الاعتمادات المالية في بعض المديريات، حيث تبذل الجمعية مجهودات جبارة من أجل الحصول على فضاءات خاصة, فيتم تقليص العدد وهذا يؤثر سلبا على حصة الجمعية من المقاعد الممنوحة لها، وهنا تتحمل الوزارة الوصية المسؤولية الكاملة في عدم احترامها لبنود الشراكة المبرمة بينها وبين الجمعيات العاملة في هذا القطاع. اشكالية عدم وجود المياه الكافية بمخيم الصويرية وعدم تحمل الوزارة الوصية المسؤولية في ذلك، وزجها بالأطفال في هذا المخيم وكأنها لا تعلم ذلك مسبقا، وترك الجمعيات المخيمة هناك تدبر أمر جلب المياه كأن الوزارة غير معينة بذلك. المشاكل المترتبة عن نظام تفويت التغذية لمتعهدين لا يهمهم سوى الربح على حساب الأطفال، رغم تنبيه الجمعية إلى ضرورة مراجعة هذا النظام باستمرار، لكن الأمر بقي كما كان لأن جهات مقربة تسترزق من هذا النظام والضحية دائما هم الأطفال. وفي ظل غياب اطار جاد ومسؤول قادر على رد الاعتبار لهدا القطاع أصبح لزاما على كل الغيورين فعلا على مجال التربية والتخييم التكتل في اتحاد قوي قادر على النهوض بهذا القطاع والدفاع عن حق الطفولة المغربية في التخييم الكريم.