في خطوة مفاجئة شرعت السلطات الجزائرية في تشييد جدار عازل على الحدود المغربية الجزائرية يقدّر ارتفاعه بسبعة أمتار وعرضه مترين، ويمتد على مسافة 271 كلم انطلاقًا من منطقة «الشراكَة»، بضواحي مدينة بني أدرار الحدودية. ويعتبر هذا الجدار الأطول من نوعه بعد السياج الحديدي الذي شيدته السلطات المغربية قبل سنتين على مسافة تزيد عن 140 كيلومتراً. وأفادت مصادر صحفية أن الجدار الجزائري سيتم تدعيمه بكاميرات ونظام مراقبة متطورة، بدعوى تجفيف منابع التهريب على جانبي الحدود. واعتبر البعض أن تشييد هذا الجدار ليس إلا رد فعل جزائري على تشييد المغرب لسياج على الحدود والذي يتكون من جزء من الإسمنت، وهو بمثابة قاعدة ارتفاعها 50 سنتمتراً، والجزء المتبقي عبارة عن سياج حديدي بارتفاع مترين ونصف المتر؛ أي أن العلو الإجمالي لهذا السياج هو ثلاثة أمتار. يذكر أن السلطات الجزائرية شرعت منذ يونيو 2012، في حفر الخنادق بعمق تجاوز 5 أمتار وعرض يزيد عن 4 أمتار، على حدودها مع المغرب بغرض مكافحة تهريب الوقود الجزائري باتجاه المغرب. ويعرف الشريط الحدودي المغربي الجزائري، في الآونة الأخيرة، حالة استنفار أمني غير مسبوقة، من كلا الطرفين؛ حيث عززت القوات الجزائرية والقوات المغربية من تواجدها على الحدود في إطار خطة أمنية جديدة لتأمينها، لاستباق خطر التنظيمات «الإرهابية» التي لا تزال تشكل تهديداً للبلدين. وبرّرت السلطات المغربية تشييد هذا السياج بغرض محاربة الجريمة المنظمة ومنع تسلّل مقاتلين ينشطون في جماعات متطرفة من الجزائر إلى المغرب، لاسيما لاستمرار العمليات العسكرية الجزائرية ضد هذه الجماعات. يذكر أن الحدود البرية بين المغرب والجزائر تبلغ حوالي 1601 كلم، وتعرف بعض التوتر من حين لآخر ،حيث ينشر الجانبان قوات عسكرية لهما دون أن يصل ذلك إلى أيّ تشابك عسكري.