تسابق السلطات الجزائرية الزمن، في سرية تامة، حيث بدأت في أشغال بناء جدار عازل على حدودها مع المغرب، يقدّر ارتفاعه بسبعة أمتار وعرضه بمترين، ويمتد على مسافة 271 كلم انطلاقًا من ولاية تلمسان.. وفيما لم يصدر أي تعليق رسمي من السلطات الجزائرية عن أسباب بناء هذا الجدار العازل،الذي يعد الثالث من نوعه بعد حائط برلين والجدار العازل في اسرائيل، أكدت بعض المصادر الصحفية لهذا "الانجاز الجزائري العظيم" علاقة بمحاربة التهريب، خاصة تهريب المحروقات من الجزائر إلى المغرب، كما يندرج في إطار الاتهامات المملّة التي لاتتوانى الجزائر في توجيهها للمغرب بخصوص تجارة الحشيش في البلدين وذلك في محاولة منها لالهاء الشعب الجزائري عن الاسباب الحقيقة لما يعيشه من ازمة.. ويأتي الجدار الجزائري بعد أشهر على بناء جدار مغربي من الاسلاك، يتجاوز طوله 100 كلم، والذي تم تشييده خلال العامين الماضيين، بهدف محاربة الجريمة المنظمة ومنع تسلّل الارهابيين والجماعات المتطرفة التي تستغل الوضع في الجزائر لمحاولة العبور إلى المغرب، لا سيما بعد اشتداد الخناق على الدواعش بليبيا. ويعتبر هذا الجدار العازل الذي بدات السلطات الجزائرية في بنائه على الحدود البرية مع المغرب، الأطول من نوعه بعد السياج الحديدي الذي شيدته السلطات المغربية على مسافة تزيد عن 140 كيلومترا، بدلا من 70 كيلومترا التي كانت مقررة خلال الفترة الأولى من إعداد المشروع؛ و الخنادق التي حفرتها الجزائر على طول الشريط الحدودي منذ يونيو 2012، بغرض مكافحة "تهريب الوقود الجزائري نحو المملكة". ولا تزال علاقة البلدين متوترة والحدود بينهما مغلقة، رغم مطالب الجمعيات الحقوقية من البلدين بإنهاء حالة الإغلاق، وتبلغ الحدود البرية بين المغرب والجزائر حوالي 1601. وتعرف بعض التوتر من حين لآخر حيث ينشر الجانبان قوات عسكرية لهما دون أن يصل ذلك إلى أيّ تشابك عسكري.