يتابع المهتمون بالشأن الصحي بشفشاون، باستنكار واستغراب كبيرين، تداعيات وفاة شخص لا يتجاوز سنه 30 سنة، لم يُسعف في حينه، بحسب مصادر نقابية، بداعي إصابته بمرض عقلي، حيث تم لفظه من طرف مصلحة الإنعاش بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس، وعاش دوامة من الأخذ والرد، جيئة وذهابا، بين هذه المؤسسة الصحية ومستشفى الأمراض العقلية بتطوان إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة! الشاب الذي تم استقدامه من طرف عناصر الوقاية المدنية إلى مستعجلات مستشفى محمد الخامس بالشاون، من حي «غارأوزين»، وهو في وضعية «غير طبيعية» مدّعيا أنه من تانسيفت وبأن اسمه رشيد، أحيل على قسم الإنعاش، علما أنه تم عرضه على طبيب الأمراض العقلية في شفشاون الذي طالب بإجراء سكانير له وعدد من التحاليل، وهو الأمر الذي لم يتم القيام به، وبعد انصرام أربعة أيام رفض المشرفون على قسم الإنعاش، وفقا لمصادر الجريدة، الاحتفاظ بالمريض معلنين كونه يعاني من خلل عقلي ويتعيّن نقله إلى مستشفى الأمراض العقلية بتطوان، هذا الأخير الذي رفض استقباله ل «سلامته» على المستوى العقلي، فتمت إعادته إلى قسم المستعجلات، لكن في اليوم الموالي أُرجع من جديد إلى تطوان، ومرة أخرى رُفض استقباله، فتم إرجاعه إلى مستشفى محمد الخامس ليلا، وعندما حاول الطاقم المرافق له إدخاله إلى قسم الإنعاش، وهي المصلحة التي خرج منها ويتعين عودته إليها، رفض القائمون عليها هذا الأمر، فتم ربط الاتصال بالحارس العام لحلّ هذا المشكل، الذي أمر بوضعه في قاعة للانتظار بقسم المستعجلات الذي مكث به حوالي 10 ساعات، إلى أن عُثر عليه ميتا يوم الأربعاء عاشر غشت الجاري. واقعة واكبها المتتبعون للشأن الصحي ومعهم مهنيون وفاعلون، وسط تناسل جملة من التساؤلات المرتبطة بظروف مفارقة الضحية للحياة، الذي يبقى بدون أسرة من حقها معرفة حقيقة ما وقع له، وهو ما دفع أحد المسؤولين النقابيين بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بشفشاون، إلى المطالبة بفتح تحقيق إداري وقضائي، حول حيثيات وفاة المعني بالأمر، غير مستبعد أن يكون سبب الوفاة مرتبطا بنزيف أو ورم في الدماغ، وليس الخلل العقلي الذي يستعصي استيعاب تسببه في وفاة شخص يبلغ من العمر 30 سنة من الناحية الطبية والعلمية، وهو ما كان يمكن التأكد منه لو تم تمكين الضحية من كافة ظروف العلاج والاستشفاء التي يضمنها له الدستور.