يعاني سكان الجماعة القروية عين جمعة ضواحي مدينة مكناس من مشاكل عدة، ويبقى أبرزها مشكل الحالة المزرية لمختلف المسالك الطرقية انطلاقا من الطريق الرئيسية 706 التي تربطها بمكناس و كذا مختلف الطرق المؤدية لمختلف دواوير الجماعة عين أغرباوي، آيت باخلو ،آيت عورو، آيت بابا مغارة ... و رغم تلقيهم وعودا بإصلاحها إلا أن دار لقمان ظلت على حالتها ليبقى الضحية هم سكان المنطقة. الطريق ، مطلب طالما ردده سكان مجموعة من دواوير عين الجمعة، ولم يتوقفوا عن كتابة الشكايات،و تلقوا الوعود تلو الوعود، دون أن يتبدل حالهم أو يتغير، وحدها أسماء المسؤولين هي التي تعرف التغيير. ومازال ممثلو سكان جماعة عين الجمعة بمكناس، يتذكرون وعود المسؤولين لهم بتعبيد الطريق بعدما قاموا بزيارة للولاية وعرض عليهم وقتها مشروع فك العزلة عن المنطقة عبر تعبيد الطرق. لكنها وعود لم تتحقق ، إذ مازال سكان الجماعة يعانون أوضاعا مأساوية بحلول كل موسم شتاء وصيف. يقول " إدريس باخلو" من سكان جماعة عين الجمعة : «لم نعد نثق بوعود المسؤولين، فدائما تتكرر مأساتنا، وكأننا لسنا بشرا، فما نطلبه هو الطريق، لا نريد إحسانا ولا صدقات من أحد، خلقنا الله للعمل ونحن مستعدون لتأمين قوتنا اليومي، لكن ما لا نقبله أن نعاني بسبب عدم تعبيد الطريق وتوفير المواصلات العمومية كباقي المناطق الأخرى في المغرب». وأكد إدريس، ل» الاتحاد الاشتراكي « أنه أحسن حالا من وضعية سكان آيت بابا ودواوير أخرى يقطعون مسافة أزيد من عشر كيلومترات في ظروف صعبة للوصول إلى مركز عين الجمعة ، ويوضح أن ما تكتبه الصحافة عن المنطقة لا يرقى إلى مستوى الواقع لأن «من رأى ليس كمن سمع»، حسب المتحدث نفسه. هذا وكشف اللقاء، الذي عقد مؤخرا بعمالة مكناس والذي خصص لدارسة شق الطريق لعين الجمعة - كشف - عن وجه آخر للصعوبات التي تعترض فك العزلة عن المنطقة، فخلال الاجتماع الذي تم خلاله الوقوف على أشغال مكتب الدراسات المكلف بإنجاز الدراسة لطريق مكناس عين الجمعة ، أكد مصدر حضر اللقاء، أن 40 كلم هي التي كانت مبرمجة، وهي التي كلف بها مكتب خاص للدراسات بمكناس لكن بفعل صراعات المصالح تحولت إلى 30 كلم فقط، دون الحديث عن الأسباب المجهولة الذي أخرت الدراسة. يقول أحد أعضاء الجماعة القروية لعين الجمعة، الذي استفاض في الحديث ل»الاتحاد الاشتراكي « عن مشاكل الجماعة ومعاناة دواويرها ، «في كل مرة يعين مدير للتجهيز ويقدم لنا وعودا بتعبيد الطريق، ويغادر المديرية ليعوضه آخر، ويتبع أسلوبه، لتبقى جماعة عين الجمعة على حالها، إنهم يكذبون ويتماطلون ويبيعون الوهم، والضحية هم السكان». وأكد المتحدث نفسه، أنه لم يتوقف عن توجيه رسائل وشكاوى للمسؤولين حول أوضاع السكان سواء تعلق الأمر بالطرقات أو ربط الدواوير بالماء دون نتيجة تذكر، لكن ما زال هناك أمل في المدير الجديد للتجهيز، الذي وعده خلال لقاء جمعهما سابقا بمكناس، بحل هذه المشاكل قريبا. ويبقى إصلاح وتعبيد الطريق هو المفتاح السحري لأي تنمية بالمنطقة خصوصا المجال الفلاحي الذي يفتح الشهية لاستثمارات وطنية ودولية بالنظر إلى ما توفره المنطقة من إغراءات في مجال إنتاج مختلف أنواع القطاع الأولي، وفك العزلة عن المنطقة، ومن خلالها إيجاد حلول لمجموعة من المشاكل التي تتخبط فيها المنطقة.