لا يعرف الرأي العام المغربي، لحد الآن، التوجه الذي تسير فيه قناة ميدي1 تيفي، بعد تعيين مدير عام جديد، حسن خيار، الذي يتولى في نفس الوقت، مسؤولية إذاعة البحر الأبيض المتوسط، و»ريجي 3»، خاصة وأنه اتخذ قرارات كبيرة في وقت وجيز، دون تقديم أي مبررات لأي جهة يمسها ويهمها ما تم تقريره، إلا الجهة التي قد تكون وراء تعيينه. وما سجله عدد من المراقبين على سلوك هذا المسؤول الجديد، هو اتخاذه لقرارات بسرعة البرق، حيث أوقف برامج دون تمحيص أو دراسة، وتخلى عن صحافيين وإداريين، وعين لكل مدير ورئيس تحرير رديفا له، في سابقة لم تشهد أي مؤسسة إعلامية مثيلا لها، وواصل مسلسل التصفيات بشكل منفرد، بل أكثر من ذلك، اعتبر أن من حقه التقرير في الخط التحريري للقناة بشكل مفاجئ، حيث صرح داخل هيئة التحرير أن توجه القناة «معاد للإسلاميين»، وهو «أمر غير مقبول»، حسب خيار. وقد خلق هذا التصريح غموضا كبيرا بين الصحافيين، حسب معطيات من داخل القناة، ومما زاد في هذا الغموض، العلاقة الخاصة التي تربط بين خيار ووزير الاتصال، مصطفى الخلفي. لذلك يتساءل المسؤولون عن المضمون في القناة، ما هي الوجهة التي ينبغي أن يتخذوها، غير وجهة الموضوعية والحياد والمهنية، التي التزموا بها دائما. وقد سجلت حالة الاستنفار داخل الجسم الصحافي وبين الإداريين، بعد القرارات التي وصفت بالتعسفية والتي تم اتخاذها ضد عدد من العاملين، بعد أن أعلن خيار أنه لا يعترف بأي نقابة، كما أكد ذلك صحافيون وعاملون من مختلف المهن الإعلامية. وقد تساءل الكثير من المتابعين لهذا الوضع عن مشروعية القرارات والتصرفات التي يتخذها ويقوم بها المدير العام، حسن خيار، علما أن هناك مؤسسات عمومية وأخرى وطنية مساهمة في هذه القناة، التي لا هي بالعمومية ولا بالخصوصية، لكن تسييرها يخضع لمزاج خاص فشل لحد الآن في تبرير الميزانيات الباهظة التي خصصت لها، ومن بين أسباب هذا الفشل، حسب المراقبين، هو تعيين أشخاص على رأسها لا علاقة لهم بالإعلام لا من قريب ولا من بعيد.