اقتربت لاعبة الجمباز الاميركية سيمون بايلز بعد تتويجها بذهبيتي المسابقة الكاملة الفردية والفرق في العاب ريو دي جانيرو الاولمبية، من حفر اسمها الى جانب نجمات هذه الرياضة على غرار الاسطورة الرومانية ناديا كومانتشي. وتوقعت مدربتها المجرية-الرومانية مارتا كارولي المنشقة المقيمة في الولاياتالمتحدة منذ عام 1981، مستقبلا باهرا لليافعة بايلز قبل مشاركتها في ريو. قالت كارولي (73 عاما) التي ستعتزل بعد سنوات من تدريب منتخب الولاياتالمتحدة، «انا متأكدة من انها ستصبح نجمة كبيرة. ستكون في غاية الثراء. تريد القيام بامور كثيرة. هي فتاة سعيدة، مبتسمة وصاحبة نفسية ايجابية. قالت لي انها ستتوقف سنة عن الرياضة لتذهب الى الجامعة». وسرقت بايلز الانظار بحركاتها ودورانها على اجهزة الجمباز، وتقدمت بفارق 100ر2 نقطة عن مواطنتها الي رايسمان. وغردت كومانتشي التي كانت بين الحضور في ريو، «تهانينا بايلز ورايسمان». وقد تحقق بايلز خماسية غير مسبوقة في ريو، حيث ستشارك في 3 مسابقات في الفردي هي حصان القفز الاحد والعقلة والحركات الارضية الاثنين. خمس ذهبيات قد تضعها امام السوفياتية لاريسا لاتينينا (1956) والتشيكية فيرا تشاسلافسكا (1968) والرومانية ايكاترينا تسابو (1984) اللواتي فزن باربع ذهبيات في العاب واحدة. وفضلا عن احرازها 3 ذهبيات متتالية في بطولة العالم في تشرين الاول/اكتوبر، تملك بايلز 10 ذهبيات عالمية وهو رقم قياسي في تاريخ جمباز السيدات. وبعد سنوات في الظلام، صعدت بايلز (45ر1 م) الى النجومية خلال ايام في ريو. انتقلت بايلز، المولودو في 14 آذار 1997 في كولومبوس اوهايو، الى تكساس بعمر الثالثة حيث رباها جداها لوالدتها رون ونيلي بايلز مع شقيقتها الصغرى. وتبنى الجدان الطفلة بعد ادمان والدتها على الكحول وتعاطي المخدرات. شقيقة رون تبنت طفلتين اضافيتين. وقالت بايلز بعد نجاحها «رأيت مارتا في المنطقة المختلطة. قبل سنوات قالت شيئا كهذا الامر: انت الفتاة النطاطة، لست متأكدة بشأنك. لكن ها نحن هنا». وتنادي بايلز جديها: والدي ووالدتي، وهما كانا مع نسيباتها في المدرجات يهتفون. واضافت «حاولت رؤيتهم في المدرجات، لكنهم كانوا يلتقطون الصور. اردت ان اقوم بهذا الامر لاجلهم لانهما قبلا تربيتي». وتقول وصيفتها رايسمان «لا يفكر احد بالفوز على بايلز. هي مثل اوساين بولت في سباق 100 م».لكن بايلز بقيت متواضعة «لست اوساين بولت او مايكل فيلبس. لست شخصية شهيرة، انا فقط سيمون. لا املك سوى ذهبيتين اولمبيتين الان». وشعرت بايلز بالفخر لتقدير كومانتشي لها «اشعر باننا نسير على خطاها. انا فخورة لقيامها باعادة تغريد ما اغرده». أعادت بايلز التذكير باسطورتي الرياضة كومانتشي وخصمتها السوفياتية نيلي كيم. اصبحت كومانتشي اول لاعبة تحقق العلامة الكاملة (10) في مونتريال قبل اربعين سنة، لكن كيم التي بقيت في ظلها نجحت بتحقيقها هذه العلامة مرتين في وقت لاحق. واحرزت كومانتشي 9 ميداليات في العاب 1976 و1980، بينها 5 ذهبيات، فيما كان رصيد كيم 6 ميداليات بينها 5 ذهبيات في النسختين. الصداقة الظاهرة بين بايلز (19 عاما) ومواطنتها رايسمان صاحبة الفضية على منصة التتويج، اثارت اعجاب كيم (59 عاما)، اذ لم يكن مسموحا للاعبات في ايامها التحدث. وتقول كيم في مقابلة مع وكالة فرانس برس «مسابقة السيدات كانت رائعة. كدت ابكي وانا اشاهد الفتيات وكيفية تعاطفهن.. في ايامنا لم نكن نتكلم». وتضيف «تعرفون انه لم يكن مسموحا للسوفياتيين التحدث مع الاخرين. اولا لم نكن نعرف اللغة، ثانيا كانوا يقولون: ركزوا على عملكم وحاولوا الا تختلطوا خصوصا باشخاص من المعسكر الغربي». تضحك وتقول «وناديا لم تكن مهتمة اصلا بالتحدث الى احد. كانت بعمر الرابعة عشرة، وانا في الثامنة عشرة، فالوضع مختلف. لم يكن لدينا امور مشتركة نتحدث عنها».