دعا خبراء وباحثون في المجال الزراعي إلى ضرورة إحداث أرضية «تكنو- صناعية» متخصصة في الأبحاث والدراسات التقنية في مجال تثمين وتسويق منتوج الصبار بإقليمسيدي إفني. وأكد المشاركون في الملتقى الوطني الأول للصبار الذي نظمته يوم السبت الماضي جمعية «إفني مبادرات» في إطار فعاليات الدورة الثالثة لموسم الصبار «أكناري»، المنظمة تحت شعار «استدامة الموارد الترابية : خيار تنموي»، أن من شأن إحداث مثل هذه المنصة الفلاحية لتنمية البحث الزراعي لسلسلة الصبار، أن يمكن المتدخلين في هذه السلسلة (تعاونيات، جمعيات، شركات) من عناصر تثمين الصبار وتقنيات تسويقه محليا ووطنيا ودوليا وجلب استثمارات في هذا المجال بالمنطقة. وأشاروا إلى أن إقليمسيدي إفني وخاصة منطقة أيت باعمران، رغم أنه يتوفر على الحاجيات الكافية من نبات الصبار أو ما يعرف محليا ب»الذهب الأبيض» بفضل المشاريع والموارد المالية التي وفرها مخطط المغرب الأخضر في هذا المجال، إلا أن تثمين هذا المنتوج وتسويقه مازال محدودا مما يستوجب الانخراط أكثر في تحويله وتنميته تنمية مستدامة. ودعا المتدخلون ، في هذا الإطار، الفاعلين الاقتصاديين والتنظيمات المهنية بالمنطقة إلى العمل على جلب مشاريع استثماريه في سلسلة الصبار الذي أصبح يتوفر على كل مقومات الزراعة التي تجعله يلعب دورا رائدا في الاقتصاد المحلي والجهوي، والعمل على إحداث نواة صناعية تضم مختبرات للدراسات والأبحاث في نبتة الصبار لما لهذه النبتة المتعددة الأنواع (عيسى، موسى، أشفري، هوارة ..) والاستعمال من أدوار زراعية (تغذية بشرية وحيوانية) وبيئية (خلق توازن بيئي) واقتصادية (فرص شغل) وسوسيولوجية (قناة للتواصل بين الساكنة)، فضلا عن فوائد طبية وعطرية وعشبية. وشددوا على أن تثمين هذا المنتوج وتحقيق الجودة المطلوبة لتسويقه يتطلب بالإضافة إلى تكوين الفلاح كمحور لهذا المنتوج ، التحسيس بأهمية التسويق والتعاقد مع متخصصين في ميدان التسويق من أجل وضع دراسات تروم تحديد حاجيات السوق من هذا المنتوج محليا ووطنيا ودوليا وتحديد الزبناء المستهدفين، داعين أيضا إلى دعم التنظيم المهني للتعاونيات والجمعيات العاملة في منتوج الصبار. وتقدر المساحة الإجمالية لنبات الصبار بإقليمسيدي إفني، حسب تقرير للمديرية الإقليمية للفلاحة، ب 50 ألف هكتار منها 80 بالمائة بجماعتي اسبويا ومستي(نواحي الإقليم)، ويبلغ الإنتاج السنوي من هذه الفاكهة بأنواعها الثلاثة 280 ألف طن. وتبلغ الحصة المسوقة من فاكهة الصبار على مستوى الإقليم 56 بالمائة أي 156 ألف و800 طن سنويا، فيما تبلغ نسبة الاستهلاك المحلي أربعة بالمائة من هذه الفاكهة، وتبلغ الحصة المفقودة من هذا المنتوج 40 بالمائة، أي 112 ألف طن سنويا.