يوما بعد يوم، تتسع حسرة المغاربة وخيبتهم وهم يتابعون منافسات الألعاب الأولمبية المقامة بمدينة ريو ديجانيرو البرازيلية. يوما بعد يوم، يتوالى إقصاء المشاركين من بلدهم من الرياضات الفردية بعد عدم تأهلهم في المسابقات الجماعية. وبموازاة هذه الحسرة والخيبة، لايجدون عزاءً في ذلك سوى متعة الفرجة في رياضيين من دول شتى، يبدعون في المنافسة، ويتوجون في المنصات، وتعزف أناشيد دولهم، ويحتفى مساندوهم بالمدرجات في جو مرح. لقد عرت دورة ريو 2016 عن واقع الجامعات الرياضية بالمغرب، وأكدت مرة أخرى، أن لا وجود لسياسة عمومية ولااستراتيجية تنتج لنا الأبطال. بل إن هذه الجامعات اليوم، تعتبر بمثابة ريع تسند بأموالها الضخمة المرصودة لها إلى أشخاص يهمهم فقط المواقع كهدف ويبدو أن الأفق المنتج للأبطال ليس هاجسهم، والدليل هو أن الحصيلة، دورة بعد دورة، تكاد تساوي الصفر. الجامعات الرياضية، لاتتوفر -كما أسلفنا- لا على استراتيجية، ولا على سياسة عمومية. والمغاربة الذين حازوا على ميداليات في السابق، هم نتاج الطبيعة. هم عصاميون بنوا مسارهم بجهودهم الذاتية، وضحوا تضحيات في الزمن،والعمل،وشاركوا في المنافسات بكل مستوياتها بفخر لوطنهم وعشق لرياضتهم . وفي كل انتصاراتهم وهم يحوزون الميداليات، كان هناك شعب يتتبع مشاركتهم لحظة بلحظة وينتشي، والعلم المغربي يرتفع على إيقاع النشيد الوطني. لنا جامعات بلامضمون منتج، أجهزة يتصارع عليها أشخاص كي يجلسوا على كرسي التسيير وميزانية التدبير، ويتسابقون على الأسفار والمؤتمرات الدولية، ولايهمهم سوى السياحة والتبضع. ومالَنا في بلد أكثر من نصفه شباب ألاّ نوفر لهم استراتيجية كما فعلت دول لها اليوم مكانة مرموقة في المشاركات الدولية العالمية والقارية والجهوية؟؟؟ نحن نصرف الملايير لتذهب سدى كماء نثرناه في الرمال. نحن نبذر المال العام بدون نتيجة، بل ودون محاسبة. اليوم، يجب محاسبة هذه الجامعات، وليس طي ملف ريو 2016. فسياسة إنتاج الفشل، يجب أن تتوقف. وكفى عبثا .كفى إنتاج الخيبات والانكسارات والاختباء وراء مبررات لم تعد مستساغة . يجب إعادة النظر في التدبير والاستراتيجيات والتأطير والبرامج والتكوين. فمغربنا له من المؤهلات مايجعله بلدا للأبطال.