كشفت مصادر متطابقة أن حصيلة حادث انهيار عمارة مكونة من 4 طوابق مساء الجمعة الماضية، بشارع إدريس الحارثي بعمالة أبن مسيك بمدينة الدارالبيضاء، مرشحة للارتفاع. وأوضحت أن من المتوقع أن يرتفع عدد قتلى الحادث من بين الجرحى الذين تم نقلهم إلى مستشفيات الدارالبيضاء ليتجاوز الحصيلة الرسمية المعلن عنها في غياب أي تأكيد أو نفي. واعتبرت أن الحصيلة المعلن عنها إلى حدود السبت الماضي حصيلة أولوية فيما يتوقع أن يصدر بلاغ لولاية الدارالبيضاء – سطات يقدم الحصيلة النهائية لهذا الحادث المأساوي. وفي الوقت الذي أشار فيه متحدث باسم ولاية الدارالبيضاء - سطات في حديث ل»لاتحاد الاشتراكي» أن ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم وأصيب 24 آخرون في الانهيار، تسعة من بينهم غادروا المستشفى بعد تلقيهم العلاجات الضرورية، فيما اثنان في العناية المركزة، توقع متابعون لملف حادث انهيار العمارة أن يتجاوز العدد أربعة. وتمكنت فرق الإنقاذ السبت من انتشال جثة امرأة كانت سلطات ولاية الدارالبيضاء قد أعلنت أنها مفقودة. وعلى إثر الحادث المفجع لانهيار بناية سكنية بمقاطعة سباتة، بمدينة الدارالبيضاء بعث جلالة الملك محمد السادس برقيات تعازي ومواساة لأسر ضحايا انهيار البناية السكنية يوم الجمعة بمقاطعة سباتة بمدينة الدارالبيضاء ضمنها مشاعر تعاطف جلالته معهم، ومواساته لهم، في هذا الظرف الأليم، داعيا الله تعالى أن يمن على المصابين بالشفاء العاجل. ومشاطرة من جلالته لمشاعر الأسر المكلومة ، وتخفيفا لما ألم بها من رزء فادح، فقد قرر جلالته التكفل شخصيا بتكاليف الدفن وبعلاج المصابين. كما أصدر جلالة الملك تعليماته السامية إلى السلطات المختصة، لاتخاذ الإجراءات الضرورية، من أجل تقديم مختلف أشكال الدعم والمساعدة لأسر الضحايا. هذا وأفادت مصادر عليمة أن فرق الإنقاذ استأنفت منتصف يوم أمس عملية الإنقاذ تحت أنقاض العمارة التي يعتقد أنه ما زال يوجد بينها أحد المفقودين بعدما توقفت ليلة أمس من أجل تقوية أعمدة البيت المجاور تفاديا لسقوطه. ويذكر أنه تم السبت الماضي توقيف صاحب العمارة الذي وضع رهن إشارة البحث الجاري من طرف السلطات الأمنية المختصة، تحت إشراف النيابة العامة، لمعرفة أسباب الحادث وتحديد المسؤوليات. وعلمت الاتحاد الاشتراكي أن بحثا إداريا فتح من أجل معرفة الخلل في مسار هذه العمارة التي اقتنيت سنة 2011 وتم العمل على تغيير طابقها الأول وتعلية طابقها الثاني سنة بعد ذلك (رخص تخصص المقاطعة) وتقديم طلب آخر من أجل إضافة الطابقين الثالث والرابع (تخصص دار الخدمات) من أجل تحديد المسؤوليات خاصة على مستوى المراقبة والتتبع. ومن المتوقع أن تتوسع دائرة التحقيق لتشمل كل أوجه الحادث باعتباره جريمة تعمير سواء تعلق الأمر بالمسؤولين الترابيين أو لجن الترخيص أو مسؤولي المراقبة والمقاول والمهندس،كانوا على ارتباط بملف العمارة المنهارة وأيضا ملف عمارات أخرى في ملكية صاحب العمارة المنهارة الذي يعتبر إمبراطورا عقاريا في المنطقة التي تعرف جرائم تعمير في كل حي، في تغاض تام للسلطة الترابية. وشهدت الدارالبيضاء، كبرى مدن المغرب التي يقطنها نحو ستة ملايين شخص، ثمانية انهيارات بين 2009 و2014 أوقعت 35 قتيلا بينهم 23 قتلوا في يوليوز 2014 في انهيار ثلاثة مبان في حي العنق. وخلفت هذه الحوادث عشرات الجرحى. وأفاد تقرير صدر عن وزارة الإسكان أن ما بين أربعة آلاف وسبعة آلاف مسكن مهددة بالانهيار في أي لحظة في الدارالبيضاء. ومدينة الدارالبيضاء ليست الوحيدة التي تعاني مشكل المساكن المهددة بالانهيار، لأن هناك أكثر من 114 ألف منزل في مختلف أنحاء المغرب مهدد بالانهيار، وفق تصريح سابق لوزير الإسكان نبيل بنعبد الله.