احتضن مركز الدراسات و البحوث الإنسانية و الاجتماعية بوجدة يومي 23 و 24 يوليوز الجاري، أشغال مؤتمر ما قبل قمة المناخ pré-COP22 ، وذلك بحضور عدد كبير من الخبراء والمهتمين و فعاليات المجتمع المدني بجهة الشرق، و بتعاون مع جهة فاسمكناس و بشراكة مع ولاية الجهة الشرقية و اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان و كذا الائتلاف المغربي للعدالة المناخية. المتدخلون في الجلسة الافتتاحية، أجمعوا في تدخلاتهم على أهمية هذا اللقاء الذي تحتضنه عاصمة الشرق وجدة واعتبروه ثمرة للتعاون الفعال والعملي المشترك بين عدد كبير من المتدخلين، والذي يندرج في إطار الاستعدادات للمؤتمر العالمي COP22 بمراكش من 07 إلى 18 نونبر 2016، والرامي إلى تنسيق الجهود والمساهمة في طرح البدائل والمقترحات العملية و ضرورة الانخراط الجماعي للحد من التغيرات المناخية و كذا لوضع برنامج عملي واقعي يأخذ بعين الاعتبار خصوصيات كل جهة من جهات المملكة . الحاضرون أشاروا إلى أن وعي المغرب بالتحديات التي يعرفها العالم جراء الآثار السلبية للتغيرات المناخية، دفعه إلى الانخراط في تفعيل التوصيات الخاصة بالمحافظة على البيئة منذ لقاء ريودي جانيرو، حيث تم وضع سياسات عمومية تتوخى التوفيق بين التنمية الاجتماعية و الاقتصادية والمحافظة على البيئة، والتي توجت باعتماد الطاقات المتجددة و النظيفة كحل من الحلول الرامية إلى الحد من الانبعاثات الغازية عبر إنشاء مشاريع عملاقة كمحطة «نور» التي ستمكن المغرب من التحول إلى قوة شمسية عظمى، بحيث ستكون الطاقة المندمجة في حدود 52 % في أفق 2030. اللقاء اعتبر أيضا فرصة سانحة ومحطة هامة لعرض المجهودات و المشاريع التي تقوم بها كل الأطراف الفاعلة بجهة الشرق و جهة فاس- مكناس، و التي تهدف في أساسها إلى التخفيف من آثار التقلبات المناخية، وكذا تنفيذا للتوجيهات الملكية الرامية إلى انخراط المغرب في السياسة العالمية الهادفة إلى الحد من تبعات التغيرات المناخية، الشيء الذي دفع كافة الفعاليات المؤسساتية، المنتخبة والجمعوية بجهة الشرق إلى وضع تدابير وقائية عبر عدد من المشاريع، أبرزها المحطة الحرارية لعين بني مطهر . فالجهة الشرقية تعتبر من أهم جهات المملكة بمؤهلاتها الطبيعية التي تزخر بها وكذا بمشاريعها الكبرى في إنتاج و تطوير الطاقات المتجددة والصناعة والفلاحة والنهوض بالسياحة الشاطئية والقروية والجبلية وسياحة الواحات و توفرها أيضا على أقطاب مهمة ومتنوعة أبرزها القطب السياحي بالسعيدية، القطب الفلاحي ببركان، القطب الصناعي بالناظور، قطب الخدمات والتسيير بوجدة، قطب إنتاج الطاقات المتجددة بعين بني مطهر وجرادة، قطب السياحة الجبلية والواحات بفجيج، وأخيرا قطب الصناعات التحويلية والأشجار المثمرة بجرسيف و تاوريرت. إن الوعي التام بالتحديات والرهانات المطروحة على المستوى البيئي دفع الجميع إلى تكثيف الجهود و تضافرها وتسخيرها في اتجاه تحقيق أهداف و مرامي الجهوية الموسعة و المتقدمة حيث يبرز دور الجهة كمرتكز أساسي يستدعي دعم المبادرات الخلاقة المرتكزة على الانفتاح والتواصل مع جميع الشركاء ، فمؤتمر وجدة لما قبل قمة المناخ، يشكل محطة لإعطاء دفعة قوية للمشاريع البيئية، وفرصة هامة لكل الفاعلين لتنسيق مواقفهم من أجل أن تحظى الجهة الشرقية بأكبر قسط من الدعم و لتؤخذ قضاياها البيئية بعين الاعتبار مع مراعاة الخصوصيات الجغرافية للجهة، يضيف أحد المتدخلين. بعد الجلسة الافتتاحية توزع المشاركون على عدد من الورشات التي ناقشت جملة من المواضيع قاربت الإشكاليات التي تعرفها الجهة جراء التغيرات المناخية، كما تم تنظيم زيارات ميدانية لعدد من المواقع بكل من وجدة، عين بني مطهر ومداغ.