وصفت «شركة التأمين الفرنسية للتجارة الخارجية» (كوفاس) مناخ الأعمال في المغرب ب «الملائم». واعتبرت «كوفاس» أن هذا المعطى يمنح المغرب تنقيط (A4)، وهو التنقيط الذي حافظ عليه الاقتصاد المغربي منذ سنة 2007، إذ يرى المؤمن الفرنسي أن المغرب لديه القدرة للوفاء بالتزاماته الخارجية. ومن جهة أخرى، يؤشر هذا التنقيط على أن المغرب يظل، رغم المخاطر المحدقة به، قادرا على استقطاب الاستثمارات الخارجية، مستفيدا من موقعه الجغرافي الذي يجعله قريبا من الأسواق الأوربية، واعتماده استراتيجية تنويع الإنتاج، علاوة على حرصه على الاستقرار الماكرواقتصادي والسياسي. وفي نفس السياق، نبهت «كوفاس» إلى نقط ضعف الاقتصاد المغربي من قبيل الاعتماد الكبير على القطاع الفلاحي، والفوارق الاجتماعية وعدم التوازن بين الجهات، وارتفاع معدلات البطالة والفقر. وكانت المجموعة قد رصدت في تقريرها السنوي مستهل هذا العام حالة الاقتصاد العالمي والمخاطر التي تواجهه، معتبرة أن التوجه نحو التصنيع وتنويع المنتجات والصادرات، سيمكن الاقتصاد المغربي برسم العام الجاري من الحفاظ على الأداء الذي حققه في 2015. وأبرز التقرير أن التوجه نحو التصنيع لامتصاص البطالة، يشكل رهانا أساسيا بالنسبة للمغرب، الذي أولى أهمية كبرى للمهن الجديدة التي تتطلب يدا عاملة مؤهلة، مشيرا إلى أن تنويع المنتجات والصادرات يمكن الاقتصاد المغربي من المساهمة في إنعاش السوق الوطنية التي تتوفر على مؤهلات كبيرة في عدد من المجالات. وأشارت توقعات المجموعة إلى أن الاقتصاد المغربي سيحافظ، بشكل عام، على أدائه سنة 2016، وذلك رغم قلة التساقطات المطرية التي تعتبر عاملا أساسيا بالنسبة للفلاحة، كما أن انخفاض أسعار البترول يمنح للمغرب هامشا أساسيا قد يساعده على الحفاظ على الأداء الاقتصادي الذي ميز العام الماضي. واعتبر التقرير أن القارة الإفريقية تعتبر بشكل عام المنطقة الأكثر جذبا من حيث الاستثمارات الأجنبية، وذلك بالنظر للمؤهلات الطبيعية والمعدنية الكبيرة التي تتوفر عليها. وأقر بوجود مخاطر بمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا (مينا) بسبب المشاكل السياسية والنزاعات المسلحة، والتطرف العنيف، هو ما قد يؤثر سلبا على تدفق الاستثمارات بهذه المنطقة. وأشار التقرير إلى أن اقتصادات الدول الكبرى بالخصوص الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا وفلندا وألمانيا وإيطاليا، ما تزال تحافظ على عافيتها، في مقابل تتأثر بلدان أخرى بعوامل داخلية وخارجية مثل روسيا والبرازيل.