أدان مجلس الأمن في بيان له الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين في ليبيا ودعا السلطات الليبية إلى احترام حقوق الإنسان وحماية المدنيين. وقالت رئيسة مجلس الأمن للشهر الحالي وسفيرة البرازيل لدى الأممالمتحدة، ماريا فيوتي، إن المجلس تلقى إحاطة من لين باسكو، وكيل الأمين العام للشؤون السياسية ومن الممثل الدائم لليبيا ، عبد الرحمن شلقم، والذي طالبت بعثته بانعقاد اجتماع المجلس. وأعرب المجلس عن قلقه البالغ إزاء الوضع في ليبيا وأدان العنف واستخدام القوة ضد المتظاهرين وأعرب عن أسفه إزاء مقتل مئات المدنيين. وقالت فيوتي «إن أعضاء المجلس دعوا إلى إنهاء فوري للعنف واتخاذ خطوات لتلبية طلبات السكان بما في ذلك عبر الحوار الوطني». وأضافت «إن المجلس دعا الحكومة الليبية إلى تحمل مسؤوليتها بشأن حماية مواطنيها والتحلي بضبط النفس واحترام حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي والسماح لمراقين من منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الإنسانية بدخول البلاد». كما رحب أعضاء المجلس بالبيان الصادر عن الجامعة العربية الذي نددت الجامعة العربية فيه بما وصفته ب «الجرائم المرتكبة ضد المتظاهرين في ليبيا»، ودعت إلى وقف فوري لأعمال العنف. وأعرب أعضاء المجلس في البيان عن قلقهم البالغ إزاء نقص المعدات الطبية لمعالجة المصابين وحث السلطات الليبية على تأمين ممرات آمنة لتمكين دخول المساعدات الإنسانية والطبية إلى البلاد. كما حث أعضاء المجلس الحكومة على احترام حرية التجمع والتعبير بما في ذلك حرية الصحافة. وأعرب المجلس عن قلقه البالغ إزاء وضع الأجانب في البلاد وحث السلطات على ضمان سلامة كل الأجانب وتسهيل خروج من يريد المغادرة. وأكد المجلس إنه سيواصل متابعة الوضع عن كثب. ومن ناحيتها, صرحت مساعدة سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الاممالمتحدة روزماري ديكارلو أن الاسرة الدولية قالت بصوت واضح وموحد انها تدين العنف ضد المدنيين في ليبيا, وان العنف يجب ان يتوقف فورا». وبعد خطاب الزعيم الليبي الذي هدد فيه مواطنيه بقمع دموي, قال دبلوماسي «هناك ايضا المزيد من القلق بعد الخطاب المقلق الذي القاه معمر القذافي». وقال سفير المانيا بيتر ويتيغ قبل بدء اجتماع مجلس الامن ان قمع المتظاهرين «هو فعلا مقلق» مضيفا «لهذا السبب نعتقد ان مسؤولية مجلس الامن عقد اجتماع». ومن ناحيته, قال مساعد السفير الليبي لدى الاممالمتحدة ابراهيم الدباشي الذي اعلن انشقاقه الاثنين «تلقيت معلومات مفادها انه بعد خطاب العقيد القذافي بدأت الاعتداءات على الشعب في غرب ليبيا». واضاف للصحافيين بعد انتهاء الاجتماع «الناس غير مسلحين واعتقد ان ابادة بدأت الان في ليبيا». وهي المرة الاولى التي يبحث فيها مجلس الامن التحولات التي تحصل في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. وقال دبلوماسي فضل عدم الكشف عن هويته «فيما يتعلق بليبيا, يتعلق الامر بوضوح بحالة مختلفة عما شاهدناه في مصر وفي تونس نظرا الى اتساع اعمال العنف واستعمال المرتزقة» ضد المتظاهرين. واوقعت اعمال العنف التي رافقت الثورة ضد النظام الليبي 300 قتيل, 242 مدنيا و58 عسكريا, حسب الارقام الرسمية الاولى التي نشرت مساء الثلاثاء. وتحدثت بعض المنظمات غير الحكومية عن مقتل حتى 400 شخص.