بحلول شهر رمضان تتغير عادات بعض الأسر في طريقة و كيفية قضاء هذا الشهر الفضيل، فتجدها تبحث و تبدع في تغطية مائدة الافطار بألذ وأجود الاطباق أثناء الفطور، غير أن الحال هذه المرة لن يمكن من تحقيق ذلك بسبب الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية الواسعة الاستهلاك، خاصة الخضر والفواكه واللحوم والبيض ... التي رغم وفرتها في الأسواق، إلا أن أسعارها تصل أحيانًا إلى الضعف بالمقارنة مع باقي أشهر السنة ،الأمر الذي يجعل مائدة الافطار تفتقر لمجموعة من الأطباق التي كانت بالأمس القريب في المتناول، لكن المضاربات في الاسعار وغياب المراقبة والزيادة المهولة في جل السلع حال دون ذلك ، حيث أحرق جيوب المغاربة بلهيبها وأفرغت موائد افطارهم من العديد من الأطباق. القيام بجولة خفيفة لبعض أسواق اقليمسيدي بنور كانت كافية لتبيان مدى الفارق في أسعار الخضر والفواكه واللحوم منذ بداية شهر رمضان عما كانت عليه من قبل، وتتعدد الأسباب في تفسير ظاهرة ارتفاع الأسعار في رمضان بين الأطراف المتدخلة في السوق ويكتفي كل طرف بإلقاء المسؤولية على الآخر في غياب المراقبة من طرف الجهات المعنية، ليبقى المتضرر الوحيد في هذه الحالة هو المواطن. يجمع كثير من المواطنين الذين التقيناهم ببعض الأسواق على أن جزءًا كبيرًا من مسؤولية ارتفاع الأسعار المفاجئ في شهر رمضان يعود إلى جشع كبار التجار المتحكمين في السوق، إذ يعمدون لاستغلال إقبال الناس على استهلاك عدد معين من المواد للرفع من أسعارها ومضاعفة أرباحهم، في حين ذهب البعض الى القول إنه بغض النظر عما يعرفه الشهر الفضيل من ارتفاع للأسعار فإن المواطنين يعانون خلال السنوات الأخيرة في ظل التسييرالحكومي الحالي من تراجع كبير في القدرة الشرائية، فارتفاع الأسعار ، يقول أحد المتسوقين، لم تواكبه زيادات في الأجور مما أثر سلبا على القدرة الشرائية وبدأت رقعة الفقر تمتد وتتسع سنة بعد سنة والبطالة ترتفع نسبتها، هذا الوضع، يضيف المتحدث، أدى إلى ما نعيشه اليوم من قهر و اكتواء و حرقة ، يكفي أن نشير الى ثمن البيض الذي قفز مؤخرا من 0.70 درهم الى 1.50 درهم، الدجاج من 13 درهما للكيلوغرام الى 25 درهما للكيلوغرام، السمك حدث ولا حرج. أما الفواكه فقد اشتعلت نارا لم يعد يقدر أحد على الاقتراب منها، فالتفاح يقدر ثمن الكيلوغرام ب 23 درهما الموز 13 درهما، العنب 20 درهما الاجاص 30 درهما ، الليمون 6 دراهم... وهكذا نجد أن ثمن بعض السلع قد تضاعف، وتضاعفت معه معاناة المواطنين ، حيث لم يعد بوسعهم قضاء الشهر الفضيل كما يحلو لهم في تنويع مائدة الافطار لأن جيوبهم اكتوت بنار ارتفاع الاسعار. نار ارتفاع الأسعار في شهر رمضان ، بالإضافة الى الضربات المتتالية للقدرة الشرائية للمواطنين ،جعلت موائد الافطار تقتصر على ما هو ممكن و ضروري كالحريرة والفطائر والتمر والشاي والتين الجاف والحلويات وقد تزداد تنوعا لدى البعض من الأسر، غير أن السواد الأعظم منهم أصيبت موائد إفطارهم بنار ارتفاع الأسعار في السلع والفواكه والخضر .