لم يكن يوم الاثنين عاديا بفاس، حيث منذ الساعة العاشرة صباحا انطلقت مجموعة من الطلبة الذين كونوا لجنا للعمل على إخراج التلاميذ من المؤسسات التعليمية الخاصة والعمومية ، مما خلق حركة غير عادية في العديد من الاحياء بمدينة فاس خاصة الاحياء التي يتواجد بها عدد كبير من المدارس و الاعداديات من بينها حي مونفلوري -حي عوينة الحجاج - بن دباب - عين هارون - بنسودة والحي الجامعي الذي عرف إضافة للطلبة دخول بعض العناصر الاجنبية، متحمسة للقيام بالحركة التمردية لإسقاط الحكومة والبرلمان على حد شعاراتهم . هذه التحركات خلقت نوعا من الفوضى في المدينة التي أغلقت متاجرها ومدارسها ومقاهيها، وأصبحت الساكنة متجمعة في الساحات الكبرى في حالة استنفار قصوى. ومما زاد الوضع استفزازا هو تلك الممارسات التي كان يقوم بها القاصرين بين الفينة و الاخرى برشق السيارات والمارة بالحجارة لخلق الرعب في نفوس السكان، إلا أن تدخلات رجال الأمن، خاصة أصحاب الزي الذين كانوا على أهبة الاستعداد للتدخل في جل النقط السوداء، حالت دون أن تتحول المدينة الى الأسوأ. ففي الساعة 14.15كانت المواجهات عنيفة وقوية بين رجال الامن والطلبة القاعديين بالحرم الجامعي سيدي محمد بن عبد الله الذين استعانوا بمنحرفين من دوار عوينة الحجاج حسب ما صرح به شهود عيان من ساكنة دوار العسكر القريب من الحرم الجامعي، بل الاكثر من ذلك كانت هذه العناصر الغريبة عن الحرم الجامعي مجندة بأسلحة بيضاء وسيوف وهراوات وقنينات ، وكان هدفها التوجه الى وسط المدينة من أجل تكسير وتخريب ممتلكات الغير، وكذلك احراق الادارات والمؤسسات العمومية و البنكية اضافة لخلق الفوضى والتمرد في صفوف المواطنين .واستمرت المواجهات الى حوالي 10ليلا لتنتهي باقتحام القوات الامنية المدعومة بالدرك الملكي ساحة دوار العسكر ثم الحرم الجامعي بحوالي 200عنصر من القوات الامنية في مواجهة 1200طالب وعناصر اجنبية عن الجامعة. وبعد التمكن من محاصرة الجامعة وجميع المواقع المؤدية إليها ومصادرة العديد من الاسلحة البيضاء من مختلف الاشكال والاصناف واعتقال ما يفوق عن 10طلبة، تحولت المواجهة للحي الجامعي سايس 2حيث تفاجأ رجال الامن بمجموعة من المتاريس ووضع اعمدة الكهرباء بعد تكسيرها في قارعة الطريق، الشيء الذي جعل طريق المطار و الطريق السيار تحت رحمة الطلبة ليمنع فيها المرور. وقد استعمل الطلبة الحجارة الكبيرة الحجم «الطروطوار» لقطع الطريق الشيء الذي أسفر عن مواجهة ثانية أعنف من الاولى خاصة عنما حاول الطلبة التوجه الى السوق التجاري مرجان لتخريبه واحراقه فكان التدخل بكل الامكانيات لإيقاف هذه العملية، مما أدى الى استعمال القنابل المسيلة للدموع والتهديد بإطلاق النار. وقد أصيب في هذه المواجهة العنيفة العديد من الطلبة ورجال الامن بجروح متفاوتة الخطورة . وحوالي 11ليلاعرفت منطقة دوار العسكر انطلاق مسيرة حاشدة شارك فيها رجال ونساء واطفال وشبان يهتفون بحياة الملك الشاب محمد السادس والحفاظ على وحدة الوطن واستقرار البلاد ، حاملين العلم الوطني وصور الملك مشيدين بالدور الكبير الذي لعبه رجال الامن في الحفاظ على امن المدينة، حيث كانوا متواجدين في جميع النقط السوداء التي كانت مرشحة للقيام بأعمال الشغب .. ولم تعرف مدينة فاس خلال صباح يوم الثلاثاء أي حدث و الحياة اصبحت عادية ليتبين بان كل المتاعب كان من ورائها الطلبة الذين من حقهم الاحتجاج والتظاهر ولكن في نطاق المعمول به قانونيا، حيث كانت هناك وقفة احتجاجية عبر من خلالها الجميع عن مطالبه وهمومه في جو ساده الهدوء والطمأنينة إلا أن الطلبة أرادوا الاستمرار في ذلك لتحويل الوقفة الاحتجاجية الى أعمال عنف وتخريب بالمدينة .