وصف الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الأحد، حادث إطلاق النار الذي وقع بملهى ليلي بأورلاندو، والذي يعد الأكثر دموية في تاريخ الولاياتالمتحدة، ب»عمل إرهابي ينم عن كراهية». وقال أوباما، في خطاب مقتضب من البيت الأبيض، إنه «على الرغم من أن التحقيقات لاتزال في مراحلها الأولية، فإننا نعرف ما يكفي لنقول إن الأمر يتعلق بعمل إرهابي ينم عن كراهية». وشدد الرئيس الأمريكي على أنه لا يمكن «لأي عمل إرهاب وكراهية أن يغير ما نحن عليه»، مشيرا إلى أن التحقيقات التي يجريها مكتب التحقيقات الفيدرالي كشفت عن صلات محتملة بين مطلق النار وجماعات إرهابية. من جهة أخرى، دعا أوباما مجددا إلى تطبيق مراقبة صارمة على حيازة الأسلحة في الولاياتالمتحدة، مشيرا إلى أن «هذا الحادث يأتي ليذكرنا مجددا بسهولة الحصول على الأسلحة، واستهداف المدارس وأماكن العبادة أو دور السينما، ويذكر الولاياتالمتحدة بواجب اتخاذ قرار بشأن «البلد الذي نريده». وكشفت سلطات أورلاندو أن الحادث خلف 50 قتيلا و53 جريحا. تطرح تساؤلات حول الاستراتيجية الاميركية لمكافحة الارهاب غداة الاعتداء الذي اودى بحياة خمسين شخصا في مدينة اورلاندو بولاية فلوريدا ونفذه اميركي شمله تحقيقان لشبهات تتعلق بتطرق اسلامي. وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية الاثنين الاعتداء، وفق ما اوردت اذاعة البيان الناطقة باسمه عبر الانترنت. وقال في نشرة اخبار الاذاعة «يس ر الله تعالى للاخ عمر متين احد جنود الخلافة في امريكا القيام بغزوة امنية تمكن خلالها من الدخول الى تجمع للصليبيين في ناد ليلي لاتباع قوم لوط في مدينة اورلاندو (...) حيث قتل واصاب اكثر من مائة منهم قبل ان ي قتل». وبعد نيويورك، ستكرم لندن ثم باريس ضحايا اطلاق النار الذي كانت حصيلته الاكبر في الولاياتالمتحدة -- 50 قتيلا و53 جريحا --. وكانت تحقيقات مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) سمحت بتحديد هوية منفذ الهجوم الذي وقع في ملهى ليلي للمثليين منذ الاحد، على انه عمر صديق متين ويبلغ من العمر 29 عاما ومولود في نيويورك. وتذكر وقائع هذا الاعتداء بالهجوم على باتاكلان في باريس في 13 نونبر الذي تخلله احتجاز رهائن وانتهى بهجوم. وقامت السلطات ليل الاحد الاثنين بتحديث لائحة القتلى الذين تم التعرف على هوياتهم وما زالت لا تضم سوى عشرة اسماء بينما تبلغ حصيلة الهجوم 50 قتيلا على الاقل و53 جريحا. واثار الاعتداء ردود فعل في العالم وتأكيدات تضامن مع الولاياتالمتحدة. وتحدث البابا فرنسيس عن «تعبير جديد عن جنون قاتل وكراهية جنونية». في اورلاندو، جرت اولى التجمعات الاحد خصوصا في كنيسة بحضور حاكم فلوريدا ريك سكوت. لكن ستجرى تجمعات اخرى الاثنين. ومع تراجع حالة الطوارئ التي سادت في الساعات الاولى، تتوجه كل الانظار الى التحقيق الذي يفترض ان يحدد ما اذا كان عمر متين تحرك بمفرده ومسيرته وصولا الى الهجوم. ويبدو ان المرشح الجمهوري الى الانتخابات الرئاسية الاميركية دونالد ترامب عازم على استخدام مجزرة الاحد في اورلاندو لتاكيد ما يعلنه دائما عن الثقة بقدرته على التعامل مع الارهاب اكثر من منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون. واتهم المرشح الجمهوري الرئيس باراك أوباما وخليفته المحتملة كلينتون بالفشل في التعامل مع ما يدعوه «الاسلام الراديكالي». وقال في بيان في هذا الصدد «نظرا للضعف الذي يعتري قادتنا، قلت ان هذا سيحدث وان الامور ستزداد سوءا. احاول انقاذ الارواح ومنع هجوم ارهابي. لم يعد بامكاننا التحلي باللياقة السياسية». ومن المتوقع ان يدلي ترامب بالمزيد من الخطاب المتشدد في حملته الانتخابية في مانشستر، في ولاية نيو هامبشير الاثنين. وكان الخطاب في الاصل حول كلينتون، لكن التركيز تحول الى الامن القومي. واعلنت حملته الانتخابية الغاء تجمع كان مقررا في بورتسموث الاثنين ايضا. وفي حين ما تزال البلاد تترنح مما يعتبر اعنف هجوم في الاراضي الاميركية منذ 11 شتنبر2001، قال تيم مالوي، مساعد مدير معهد الاستطلاع في جامعة كوينيبياك انه من المرجح ان يهيمن التهديد الارهابي على النقاش في حملة الانتخابات. واضاف لفرانس برس ان هذه المسالة «ستتصدر النقاش حتى يوم الانتخابات». واظهرت استطلاعات الراي اواخر العام الماضي ان غالبية الجمهوريين تدعم دعوة ترامب حظر دخول المسلمين. ويتبع ترامب وكلينتون نهجا مختلفا جذريا لمكافحة الارهاب، وتبادلا الاتهامات بان آلاخر لا يصلح لادارة البلاد. وبدت وزيرة الخارجية السابقة اكثر حذرا. واعلنت ان الهجوم «عملا ارهابيا» و «من اعمال الكراهية»، واصدرت بيانا يدعو واشنطن الى مضاعفة الجهود لمواجهة التهديدات الارهابية في الداخل والخارج. وستقوم كلينتون بزيارة ولاية اوهايو الاثنين في اول تجمع لها منذ نيلها ترشيح الحزب الديموقراطي. ومن المتوقع ان تتطرق الى مأساة اورلاندو هناك. كان من المتوقع ان ينضم اليها اوباما الاربعاء لكن تم تأجيل ذلك بسبب ما حدث في اورلاندو. وكلينتون تتفوق على ترامب في معظم المواجهات لكن «امورا قد تحدث في الاسابيع والاشهر الاخيرة قبل الانتخابات» بحسب نورمان اورنستين من مؤسسة اميركان انتربرايز.