صدر للكاتب المسرحي محمد قاوتي، عن المركز الدولي لدراسات الفرجة، نص مسرحي جديد بعنوان «سيدنا قدر»، وهو استنبات مغربي لنص « في انتظار غودو» لصامويل بيكيت. وكانت جمعية السلام المسرحي (الدارالبيضاء) قد مسرحت هذا النص سنة 1986 ، بإخراج إبراهيم نشيخ، كما كان قاوتي قد أصدر، في السنتين الماضيتين، كلا من «ناومانسلاند» و»الرينك»، وهما معا من الأرشيف الجميل للسلام البرنوصي. الناقد والباحث خالد أمين كتب تقديما للكتاب الجديد ورد ضمنه: «... من المؤكد أن اختيار محمد قاوتي ل»سِيدْنَا قْدَرْ» كعنوان وكمعبر لاستنبات روح نص فلسفي مفعم بقضايا وجودية لم يكن محض صدفة؛ ذلك أن «›سِيدْنَا قْدَرْ» مرتبط، بالنظر إلى المعتقد الشعبي المغربي، بليلة مقدسة لدى المغاربة وهي ‹ليلة القدر›. وبالتالي فإن اشتغال قاوتي في «سِيدْنَا قْدَرْ» هو بالأساس انتقال من بنية معتقدية/ثقافية مسيحية في «في انتظار گودو» إلى بنية معتقدية ثقافية إسلامية. إنه حوار مع المقدس الإسلامي. بالنسبة لقاوتي، يرمز سِيدْنَا قْدَرْ إلى مدلول غائب/متعالي... لكنه يشكل مركز الثقل في المسرحية برمتها بالرغم من غيابه. ويثير هذا الغياب الخاص الرغبة في إنتاج المعنى عند المتفرج. وتكون النتيجة تعددية في التحديدات المتعارضة لسِيدْنَا قْدَرْ، ويشكل كل واحد منها قراءة خاصة لماهية سِيدْنَا قْدَرْ».