حاول فريق حسنية أكادير خلال هذه الدورة الأخيرة من البطولة الإحترافية اتصالات المغرب أن يعطي لمباراته أمام الماص طابعا اجتماعيا واحتفاليا. فقد تمت، في إطار التفاتة اجتماعية، استضافة نزلاء قرية الأطفال المسعفين بأكادير، والذين وقعوا على حضور خاص طيلة المباراة بتشجيعهم وبشكل متواصل لفريقهم. كما تم كذلك قبل انطلاقة المباراة الإحتفاء بالقيدوم أحمد الفاتحي الذي ودع الملاعب، ولعب آخر مباراة له مع الحسنية التي مارس بصفوفها لحوالي 17 سنة. لكن مقابل هذه الأجواء الاحتفالية عرفت المباراة أجواء مختلفة ومجريات كان الجمهور الحاضر، على قلته، ينتظر غيرها. فالفريق الفاسي كان أكثر حضورا في هذا اللقاء. فقد كانت له السيطرة على مستوى خط الوسط. كما كان يقوم طيلة اللقاء بهجومات من الأجنحة أتاحت له أن يمارس تهديدا مستمرا لمرمى لحمادي الذي كان، رغم الأهداف الخمسة، نقطة الضوء الوحيدة في صفوف الفريق الأكاديري. أضف إلى هذا أن الفريق الفاسي نفذ خلال هذه المباراة حوالي 15 ركنية مقابل 6 ركنيات للمحليين. فهذه المؤشرات كلها تبرز تواضع الفريق الأكاديري، بالأخص دفاعيا، وتلقيه لخمسة أهداف توالى على تسجيلها كل من أشرف بنشرقي من كرة تابثة على خط معترك الحسنية، وذلك خلال الشوط الأول. وتوالى مسلسل التهديف خلال الشوط الثاني بواسطة بادارا سيلا الموقع على هدفين ( الدقيقتان 52 و 55 ). وسجل الهدفان المتبقيان للماص خلال الدقائق الأخيرة من اللقاء بنشرقي والذي فعل، رفقة زميله وسام البركة، ما شاء بدفاع مهلهل للفريق الأكاديري، دفاع يمكنه أن «يفتخر» بأنه ساهم في جعل فريقه يحقق تناسبا قياسيا بين عدد الإصابات المسجلة : 44 هدفا، وعدد الإصابات المتلقاة : 44 هدفا. وما يمكن التأكيد عليه هو أن فريق الحسنية، وكعادته خلال المواسم الأخيرة، وقع على نهاية موسم كارثية وبائخة ختمها بهزيمة ثقيلة أمام فريق من النازلين لم تشفع له هذه النتيجة، رغم تاريخه العريق، بأن ينقذ موسمه، ليكتفي بعزاء ومواساة مكونات الفريق الأكاديري ومدربه له، والذين قاموا بكل ما في جهدهم للتخفيف من ألم عناصر الفريق الفاسي عند نهاية المباراة. وبمعزل عن هذه المواساة والتي لن تقدم ولن تؤخر في أوضاع أي من الفريقين، نتمنى أن تعيق وتفيق مكونات الحسنية وتراجع أوراقها بشكل جذري، وتعتذر لجمهور الفريق ومحبيه، والذين وقفوا وعانوا، خلال المباريات الأخيرة، من مسخرة كروية ما بعدها مسخرة.