مرّ الخبر دون أن يثير الانتباه، وهو ما لم يكن يحلم به رئيس مجلس جماعة مكناس. لم يسأله أحد عن هذه الخرجة وعن توقيتها، علما أن وضعية فريق الكوديم ليست وليدة هذا الموسم، كما أن الرياضة بالمدينة فقدت الكثير من بريقها منذ سنوات، حين كانت فرقها يحسب لها ألف حساب، ليس في كرة القدم فقط، ولكن، وبالخصوص، في السباحة، والغطس، وكرة اليد وكرة السلة، يوم كانت مكناس منارة رياضية بامتياز. الخبر نزل وكأن مكناس استوفت كل شروط التنمية ولم يبق أمام مجلسها الجماعي سوى الانكباب على تدارس كرة القدم في اجتماع طاريء و دورة استثنائية يوم الخميس 26 ماي 2016، لدراسة واقع قطاع الرياضية بالمدينة وخصوصا وضعية النادي الرياضي المكناسي فرع كرة القدم عقب نتائجه الأخيرة والتي عجلت بنزوله إلى قسم الهواة، كما جاء في البيان الذي أصدره المجلس ودعا من خلاله إلى ضرورة تقديم اعتذار واستقالة جماعية من طرف كل المسيرين المسؤولين على هذه الوضعية ومحاسبتهم، وتشكيل لجنة تحضيرية لتدبير المرحلة المقبلة بتنسيق مع السلطة المحلية والأجهزة الوصية، متناسين أن اللجان التحضيرية لا تتناسب مع الفضاء الرياضي المحكوم بقانون المنخرط والجموع العامة الجهة الوحيدة المخولة لتدارس كل ما يتعلق بالفريق، وأن اللجان التحضيرية لا تستقيم مع واقع عمره عقود مديدة، ولأن هذه اللجان تنطبق فقط على المواليد الجديدة التي لم تر النور بعد، وهذا دليل على جهلهم لأبجديات الفعل الرياضي الذي تشرف عليه الجامعات الرياضية، وليس المنتخبين المفروض فيهم دعم الأندية ماديا طيلة مدة تسييرها، وليس اقتناص أنصاف الفرص مع اقتراب مواعيد معلومة. قد يرد بوانو وشركاؤه، أنهم دعموا الأندية المكناسية وخصصوا لها منحا، وأن البيان الأخير أشار لذلك حين قال « استمرار المجلس في دعم النادي الرياضي المكناسي وجميع الأندية والجمعيات الرياضية وذلك وفق مقاربة قوامها الحكامة الجيدة وربط المسؤولية بالمحاسبة»، لكننا نعرض قيمة المنح التي توصلت بها الأندية لنقف على الكرم الحاتمي للمجلس. فمنحة فرع كرة القدم لا تتعدى 100 مليون سنتيم قبل أن تصبح 200 مليون على دفعتين، لا نعلم إن كان الفريق قد توصل بها أم لا. وعلى حد علمنا، فالدعم الذي تتوصل به باقي الفروع، لا يصل إلى 200 مليون سنتيم، موزعة كالتالي: الجمباز 300 ألف درهم، 20 مليون سنتيم لكل من كرة اليد وكرة السلة والكرة الطائرة، وكأن لسان الرئيس يردد « وكم من حاجة قضيناها بتركها «، ألعاب القوى 100 ألف رهم، و70 ألف درهم لكرة الطاولة و 6 ملايين سنتيم لفرع الدراجات، وفرع السباحة 800 ألف درهم، وهنا بإمكان الرئيس أن يضاعف منحة السباحة بترشيد مياه المسابح وذلك بتوزيع « لمْسُونا أو التِّيمومات « على السباحين والسباحات ليتيمّموا بها عوض السباحة لأن العوم بالنيّات. ما تتوصل بع الأندية من منح نشفق من خلالها على مسؤوليها ونتساءل عن كيفية صرفها مع الإكراهات العديدة. وهنا لا نفهم كيف لفرع الكرة الطاولة، مثلا، أن يشتعل بسبعة ملايين سنتيم، ولكننا في نفس الوقت، نجد العذر لرئيس المجلس، الذي ربما لا يفرق بين حبات التسبيح وكرات الطاولة، أو الدراجات ( 7 ملايين )، علما أن أسعار الدراجة الهوائية المُستخدمة في طواف دبي الدولي، مثلا، تراوحت بين 17 و25 ألف درهم (ريال القطري يساوي 0.2747 دولار أمريكي) ، بحسب ما أعلن مسؤولون لشركات عالمية متخصصة في صناعة الدراجات، وأن ثمن القميص الواحد من 350 الى 500 درهم، بينما بلغ سعر الشورت من 590 الى 700 درهم، فيما وصل سعر الخوذة الى 1000 درهم ( الدرهم القطري بالطبع ) وما على كرماء المجلس الجماعي سوى تحويل الدرهم القطري للدولار ليقفوا على حجم كرمهم وتغليطهم للرأي العام المكناسي. وإذا كان رئيس المجلس ومن معه يتبجحون بهذه « الصدقات « وعن اهتمامهم بالرياضة في المدينة، نسألهم عن الدعم الذي يتوصل به ما تبقى من فروع النادي الرياضي المكناسي (14) وجمعيات كرة القدم (15)، وجمعيات كرة القدم النسوية (2)، وجمعيات ألعاب القوى ( 8)، وجمعيات رفع الأثقال وكمال الجسم ( 17)، وجمعيات الألعاب الفردية والجماعية (31)، وجمعيات الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة ( 12) والعصب (7)، ومن تم سيتضح إن كان الاجتماع الطارئ للمجلس جاء حبّا في الرياضة وعيون الأندية، أم حرّكته مصالح سيكشفها السابع من أكتوبر القادم. وفي الأخير، نذكر رئيس المجلس بوانو ونقول له ولشركائه، point / non) ) انتكاسة الرياضة بمكناس ليست وليدة هذا الموسم وهو ما يجعل لعب دور البطل المنقذ مفضوحا، وشماعة سقوط الكوديم لن تكون طريقا سهلة ومؤدية لكرسي بالبرلمان.