«تمخض الجبل عن فأر»... وعادت صفقة التدبير المفوض للنفايات المنزلية بالصويرة إلى نقطة الصفر شهران بعد إعلان اسم الشركة نائلة الصفقة. لا توقيع إذن للعقد مع الشركة الجديدة بتعليمات من وزارة الداخلية نقلها عامل إقليمالصويرة إلى رئيس المجلس البلدي، على هامش انعقاد دورة يوم الأربعاء 25 ماي 2016 من أجل تمديد عقد التدبير المفوض الذي يربط المدينة بالشركة الحالية لمدة ستة أشهر إضافية قد تكون كافية لمراجعة دفتر التحملات واستنفاد مختلف مراحل الصفقة الجديدة. تجاوز لسقف المبلغ المرصود للصفقة بأربعة ملايين درهم، تضمين دفتر التحملات خدمات لا تتناسب مع حاجيات مدينة الصويرة، في تقدير وزارة الداخلية، مثل غسل الشوارع بالماء أو جمع نفايات أوراش البناء، إضافة للصخب الكبير الذي رافق الصفقة السابقة التي كانت سببا في قطع شعرة معاوية بين مكونات الأغلبية، أسباب مباشرة وغير مباشرة حدت بوزارة الداخلية إلى اتخاذ قرارها الذي يضع حدا للجدل حول هذه الصفقة ويمنح بالتالي فرصة لمكونات المجلس البلدي للصويرة لإعادة ترميم ما يمكن ترميمه... الجريدة سبق لها أن وقفت على كم التوتر الكبير، والعنف اللفظي، والتحامل، وتبادل الاتهامات، الذي أحاط بالصفقة، كما طرحت سؤال الضمانات الأخلاقية والقانونية الكفيلة بحماية مصالح المدينة من سيناريوهات مشابهة. كانت الأجواء عنيفة والمواقف «خارج الطبيعة»...اتهامات بالعبث بملفات الشركات المتنافسة، جلسة فتح أظرفة عمومية عرفت احتجاجات عمال الشركة المفوضة الحالية ضد محاولتها نيل الصفقة الحالية عبر المشاركة باسم شركة أخرى، نائب للرئيس يطلب حضور الشرطة العلمية بعد اتهامه من طرف أحد المستشارين بتغيير مكونات ملف إحدى الشركات، عمال النظافة يرابطون قرب مقر المجلس البلدي ليمنعوا أطرافا داخل المجلس البلدي ،يتهمونها بالتواطؤ مع أحد المتنافسين، من العبث بالملفات بعد فتحها، اتهامات متبادلة بين مكونات المجلس البلدي ، بل والأغلبية نفسها، بدعم شركات متنافسة دون غيرها، انسحابات أعضاء من أشغال لجنة فحص العروض، رئيس لجنة المالية يرفض توقيع المحضر ويرفع تقريرا إلى مجموعة من الجهات، تواتر أنباء عن تلقي رئيس المجلس البلدي لتهديدات واحتجاج مجموعة من الجمعيات دعما له، تراشق بالتأويلات والقراءات في شأن قرار فتح أشغال جلسة فتح أظرفة العروض للعموم حيث رآه المؤيدون مؤشرا للتدبير الشفاف ووضعه آخرون في خانة الشعبوية والرغبة في التضييق على حظوظ شركة بعينها عبر التأثير على قرارات اللجنة، عامل الإقليم يعين دورية لحراسة أظرفة الشركات المتنافسة... مشاهد غير طبيعية ضمن أخرى طبعت زمن تمرير صفقة تدبير النفايات المنزلية لمدينة الصويرة التي آلت إلى فشل جماعي يقتضي في الظرفية الراهنة عودة إلى الهدوء وتفكيرا مشتركا في صيغ عمل الفريق وترجيحا لمصلحة المدينة التي تواجه إرثا صعبا وتنتظرها أوراش ومشاريع كبرى. صفقة التدبير المفوض لخدمة جمع النفايات المنزلية ستكلف بلدية الصويرة 20 مليون درهم بمساهمة من وزارة الداخلية قيمتها 18 مليون درهم على ثلاث سنوات. وهي صفقة تعتبر محليا من حجم كبير بالنظر لميزانية المجلس البلدي التي لا تتجاوز 70 مليون درهم سنويا وضعف مداخيلها بفعل العجز الحاصل على مستوى الاستخلاص والذي يصل إلى 60 مليون درهم.