عاد ، في نهاية الأسبوع الذي ودعناه ، شبح تزود ساكنة عاصمة المولى إسماعيل بماء شروب غير صالح للشرب، الذي اعتقد المكناسيون أنهم ودعوه إلى غير رجعة، بعد تشييد محطة معالجة مياه عيون بطيط والريبعة وتاغما نهاية شهر يونيو 2012.. هكذا وبشكل فجائي ودون سابق إنذار، عاش سكان عاصمة المولى إسماعيل المعروفة بمائها العذب، ومصبات عيونها ووديانها، يوما ليس كباقي الأيام، من خلال مياه الصنابير ذات اللون البني المحملة بأتربة ترى بالعين المجردة، ما شكل لها صدمة قوية بعد أن اعتقدت أن زمن تغير لون المياه بسبب الأوحال الناتجة عن التساقطات المطرية التي اكتوت بها لسنين قد انتهى منذ الشروع في استغلال مياه محطة معالجة الماء الصالح للشرب منتصف سنة 2012. وإذا كان من السابق لأوانه معرفة انعكاسات المنسوب من الماء الذي تزود به سكان مكناس على صحتهم، على الرغم من تسابق العديد منهم لاقتناء قنينات الماء، إلا أن ما خلص إليه مختصون رفضوا التصريح علانية، أنه ومن خلال الرؤية بالعين المجردة التي تظهر اختلاط الأتربة بالماء، فإن كل المؤشرات توحي بأن انعكاساته على صحة المواطنين ستكتشف فيما بعد لا محالة، إذا انطلقنا من أبجديات علوم الحياة والأرض التي تقول إن الماء لا طعم ولا لون له، فما بالك بلون ماء يوم السبت 21 ماي 2016. لكن يبقى كل شيء رهينا بالتحاليل المخبرية لمصلحة الأوبئة لوزارة الصحة. وبدل إشعار المواطنين وشرح أسباب هذا « التلوث» عبر أمواج الإذاعة التي مكنتها من عشرات الملايين في إطار اتفاقية الشراكة، أو مكبرات الصوت، أو عبر توزيع منشورات توضح لهم سبب ذلك وتزودهم بنصائح ريثما تعود المياه العذبة إلى مجاريها، اختارت جماعة مكناس عبر رئيسها عبدالله بوانو الفضاء الأزرق، لتخبر من خلاله الرأي العام المحلي « بأن أسباب العطب الذي وقع في التزود بالماء الشروب كما وكيفا، تقنية تتعلق أساسا بضرورة التنسيق المحكم بين المنتج والموزع للماء، وأخذ الاحتياطات اللازمة لمعالجة الأعطاب الطارئة في مثل هذه الحالات». بهذه البساطة إذن نخاطب الساكنة من جهة وبواسطة التكنولوجيا المتظورة .. وكأن الأمية انتهت، والإمكانات توفرت، والأمهات وربات بيوت مدينة مكناس لا شغل لهن سوى الإبحار في شبكة التواصل الاجتماعي الفايسبوك. أليس هذا استهتارا واضحا ، كيف يقتني المواطن المغلوب على أمره قنينات الماء الصالح للشرب من المحلات التجارية، ويؤدي فاتورة الماء غير الشروب للوكالة المستقلة لتوزيع للماء والكهرباء؟