خرج العشرات من المواطنين المكناسيين في مظاهرات احتجاجية بسبب اللانقطاعات المتوالية للماء في شهر رمضان حيث يعاني سكان مدينة مكناس هذه الأيام تذمرا كبيرا واستياء عميقا جراء قطع الماء في عزشهرالصيام والحرارة المفرطة ، وهو ما خلق ارتباكا داخل العديد من الأحياء السكنية، لدرجة أن عملية قطع الماء تستمر لساعات طويلة، ما جعل العديد من الأسر تلجأ إلى شراء المياه المعدنية من محلات البقالة والأسواق الممتازة، مما زاد من مصاريف إضافية أضرت بالفئات المحدودة الدخل خلال هذا الشهر المبارك. وانعكس قطع الماء سلبا على تدبير شؤون البيوتات لساعات طويلة من حيث غسل الأواني والثياب وإعداد الفطور و الأستحمام و..و... كما حدث ارتباك واضح داخل العديد من المرافق خاصة المساجد حيث اضطر العديد من المصلين اللجوء إلى التيمم بالأحجار إن وجدت. ومما زاد من تعقد الوضع قبل أيام نفاذ المياه المعبأة داخل القنينات والبدونات بسبب الإقبال الكبير من طرف السكان الراغبين في تأمين حاجياتهم من الماء، حيث حققت الشركات أرباحا مهمة جراء تصريف كمية من تلك المياه عبر نقط البيع من المدينة. وأكد مصدر مطلع أن ظاهرة قطع الماء ظاهرة بنيوية ما فتئ يعاني منها سكان المدينة مجرد سقوط الأمطارالطوفانية التي تتسبب في تعكر المياه انطلاقا من العينين (بطيط والريبعة) بمنطقة عين تاوجطات واختلاطها بالأتربة حيث تتخذ لونا بنيا داكنا، ما يفرض على الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء وقف التزود منهما لمدة قد تطول أو تقصر، في حين تكتفي بالتزود بنسبة 50 في المائة من حاجيات المدينة انطلاقا من مياه المعالجة من طرف المكتب الوطني للماء الصالح للشرب. من جهة أخرى شكل تغير طعم ولون الماء مصدر احتجاج من طرف سكان مدينة مكناس منذ 20 سنة مضت، وهو ما يفرض الإسراع بتنفيذ المشاريع لتفادي شبح العطش. وتضم منطقة سايس أكثر من 9000 نقطة مائية، إذ يوجه 220 مليون متر مكعب للسقي، في حين يخصص للماء الشرب 100 مليون متر مكعب لكل من مدينتي فاسومكناس والمراكز المجاورة لهما. وتزود عيون بطيط والريبعة مدينة مكناس بالماء الشروب بنسبة 50 في المائة، إذ يقدر صبييها ب630 لتر/ الثانية، لكنها تعرف مشاكل خلال نزول الأمطار في كل لحظة بسبب تعكر مياهها. حميد بن التهامي