تعد العلاقات الاقتصادية القائمة بين المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية بمستقبل مشرق، حيث بوسعها أن تتطور أكثر فأكثر بفضل تكامل موارد البلدين وإمكانياتهما والتزامهما بعقد اتفاقات على أساس شراكة مربحة للطرفين وبدون شروط. ويراهن المغرب من خلال هذه الاتفاقات على الريادة الصينية في المجال الصناعي، حيث تعتبر الأولى عالميا في 22 قطاعا صناعيا، كما تراهن جمهورية الصين الشعبية على الاستقرار السياسي الذي تنعم به المملكة، ومنظومتها القانونية المتميزة، ومواردها البشرية المؤهلة، وموقعها الجغرافي بين إفريقيا وأوروبا والأمريكيتين والشرق الأوسط، وعلاقاتها السياسية والاقتصادية المتينة مع عدد من البلدان الإفريقية، والشراكة جنوب- جنوب التي ينتهجها جلالة الملك، فضلا عن حضور شبكة هامة من المؤسسات المالية والبنكية المغربية بالقارة السمراء. ومن هذه المنطلقات تم أول أمس الخميس، في حفل ترأسه جلالة الملك محمد السادس ببكين، التوقيع على عدد من اتفاقيات الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وذلك في إطار الشراكة الاستراتيجية التي تربط المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية. وتهم الاتفاقية الأولى مذكرة للتفاهم من أجل إحداث منطقة صناعية وسكنية في المغرب بين المملكة المغربية والمجموعة الصينية «هايتي». وتتعلق الوثيقة الثانية باتفاقية تعاون في مجال الاستثمار والمالية بين حكومة المملكة المغربية والبنك الصيني «إندستريال آند كوميرشال بانك أوف تشاينا ليميتيد». أما الاتفاقية الثالثة فهي مذكرة تفاهم تتعلق بتحويل المياه شمال- جنوب بين حكومة المملكة المغربية وشركة «تشاينا هاربور إنجينيرين كومباني آي. تي. دي». وتتعلق الاتفاقية الرابعة ببروتوكول تفاهم بين المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب وشركة «سيبكو 3 إلكتريك باور كونستراكشن»، وتهم إنجاز دراسات من أجل إبرام عقد يتعلق بتوسيع وصيانة المحطة الحرارية بجرادة. أما الوثيقة الخامسة فهي اتفاقية شراكة بين المكتب الوطني المغربي للسياحة وجمعية منظمي الأسفار الصينيين. وتنص الوثيقة السادسة، وهي اتفاقية شراكة بين «يانغتسي»، وشركة الاستثمار الطاقي، ومجموعة ماريتا، والبنك الشعبي المركزي، على اقتناء وبناء وحدة لصناعة الحافلات الكهربائية بالمغرب. وتتعلق الوثيقة السابعة باتفاقية شراكة بين «لينيو ريتر» وشركة الاستثمار الطاقي، وكاب هولدينغ، والتجاري وفا بنك، من أجل إحداث وحدة للإنتاج الصناعي لسخانات الماء الشمسية بالمغرب (مبلغ الاستثمار يقدر ب 96 مليون درهم). أما الوثيقة الثامنة فهي اتفاقية شراكة بين «هاريون سولار»، وشركة الاستثمار الطاقي، و»جيت كونراكتور»، والتجاري وفا بنك، تهم تطوير وحدة لإنتاج خلايا اللاقطات الشمسية بالمغرب (الغلاف الاستثماري يقدر ب 1,1 مليار درهم/ استثمار على أربعة مراحل). وتروم الاتفاقية التاسعة، وهي مذكرة تفاهم بين صندوق الصين إفريقيا للتنمية والتجاري وفا بنك، مواكبة المقاولات الإفريقية من خلال استكمال عرض القروض القائم عبر تقديم دعم موجه لرأسمالها وإرساء حكامة ناجعة، وفتح آفاق جديدة لاستكشاف فرص استثمارية مغربية صينية بإفريقيا. وتهم الاتفاقية العاشرة، وهي مذكرة للتفاهم بين مجموعة «هايتي»، وشركة المغرب-الصين الدولية، والبنك المغربي للتجارة الخارجية لإفريقيا، إحداث مركب صناعي صيني مغربي، وصندوق للاستثمار صيني-مغربي بقيمة مليار دولار يستهدف قطاعات صناعة الطيران والمالية والمركبات الصناعية والبنية التحتية، وإطلاق شراكة لتدبير الصناديق وتعزيز الشراكة في مجالات التأمين على الحياة بالصين، وليزينغ الطائرات، فضلا عن شراكة تقنية من أجل إطلاق بنك مخصص لقطاع التكنولوجيات الجديدةبالصين. أما الاتفاقية الحادية عشرة فتهم مذكرة تفاهم بين البنك المغربي للتجارة الخارجية لإفريقيا وصندوق الصين إفريقيا للتنمية، و تتعلق بمواكبة تمويل مشاريع للتنمية بإفريقيا في القطاعات التي يستهدفها الصندوق، وكذا الاستثمار في أسواق الدين العمومي والخاص بإفريقيا و الشراكة في إطار نادي «223» الذي أنشأه البنك المغربي للتجارة الخارجية لإفريقيا على هامش «كوب 22» المرتقب بمراكش في نونبر المقبل. أما الوثيقة الثانية عشرة فهي عبارة عن اتفاق يتعلق بتمويل بناء مصنع لإنتاج الإسمنت بالمغرب. وبخصوص الاتفاقية الثالثة عشرة، فهي مذكرة للتفاهم من أجل تطوير مركز صناعي ولوجستيكي من أجل تصنيع قطع غيار الصناعات السككية والخاصة بالسيارات والطيران بين شركة «سيشوان هوايتي هاي تيك لهندسة البناء، والشركة الوطنية للنقل واللوجستيك مع مؤسسة التجاري وفابنك. وتسعى الاتفاقية الرابعة عشرة، وهي مذكرة للتفاهم بين شركة «تشاينا هاربور إنجينيرين»، والشركة الوطنية للنقل واللوجستيك والتجاري وفا بنك، إلى تطوير مناطق لوجستيكية جاهزة بإفريقيا من خلال الجمع بين الخبرة المغربية والصينية في مجال الهندسة والبنية التحتية، والاستفادة من التجربة المغربية في تهيئة المنصات اللوجستيكية. وتم توقيع الاتفاقية الخامسة عشرة، وهي مذكرة للتفاهم للتجارة الالكترونية العابرة للحدود بين الصين وإفريقيا، بين شركة «كليفي تشاينا»، والشركة الوطنية للنقل واللوجستيك ومؤسسة التجاري وفابنك. وجرى حفل التوقيع على هذه الاتفاقيات بحضور الوفد الرسمي المرافق لجلالة الملك خلال زيارته الرسمية لجمهورية الصين الشعبية، ومدراء مؤسسات عمومية و شبه عمومية و عدد من الفاعلين الاقتصاديين المغاربة والصينيين.