كادت مدينة الجديدة العامرة أن تكون المدينة المضيافة لمؤتمر الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة - المرجو والمرتقب والمحبذ والمنشود لمدة طويلة- على الأقل ثلاث مرات ... مرتان كان سيتم اللقاء في المقر القديم للأكاديمية بالجديدة .. ومرة أخرى في تنسيق لم يكتمل بذات المدينة. ولم ينكتب لهذا المؤتمر أن ينعقد إلا يومي 7 و 8 ماي 2016 و بالجديدة حذاء الحي البرتغالي بتنسيق مع فرع الجديدة من خلال كاتبه العام الأستاذ عبد الكريم سفير. فشكرا له ولمدينة الجديدة ولروحها البرزخية في روح إدريس الشرايبي وعبد الكبير الخطيبي.. وحياة عبد لله العروي على رحابة صدرها وكرمها وعلى ظلال روحهما و بطول عمره. لا يمكن بدفعة إرادوية عقد مؤتمر بحجم المؤتمرات التي يحسب لها حساب ولا يمكن بعقلية تسبّ المستقبل الوصول إلى المبتغى .. كان لا بد من تظافر الجهود ولا بد من تطابق الظروف ليتحقق هذا «الحفل الفلسفي». وهو حفل « تراجيدي» من حيث ماهيته عليه أن يراعي دوما ما هو متوحش فينا وناقص لدينا ومخيف من حولنا .. ليكتمل الحفل ولا يتم إفساده. سقف حفلنا هو التساؤل لا التشكيك وهو الفكر النقدي لا الدوغمائي وهو التنوير لا التدليس .. ومطالبنا فلسفية تربوية مهنية. لكن الخطر الذي سيفاجئنا هي ذواتنا أولا و أخيرا. لماذا؟ لأن الأعداء والخصوم خارج نزواتنا لهم ملامح واضحة وبارزة، أما ملامح نزواتنا فهلامية سرابية لانراها ولا نستطيع الإمساك بها. لنمارس الكاطارسيس الفلسفي حتى نستطيع مواجهة الرداءة في أنفسنا و أنواتنا وذواتنا لأن تطهير الذات يهيئنا لمواجهة الآخر العدو الكامن فينا أولا والمندس فيما هو حولنا في أحسن الأحوال.