بدت التهدئة التي أعلنتها واشنطن وموسكو وتعهدت دمشق بالالتزام بها، متماسكة في مدينة حلب في شمال سوريا حيث عادت الحركة إلى الشوارع بعد حوالى أسبوعين على تصعيد عسكري عنيف. في وسط سوريا، قتل عشرة مدنيين على الاقل واصيب اربعون آخرون بجروح في تفجيرين استهدفا بلدة قريبة من مواقع تنظيم الدولة الاسلامية الذي سيطر الخميس على حقل الشاعر للغاز في محافظة حمص. وتشهد مدينة حلب باحيائها الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة والغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، هدوءا، ولم تسجل اي غارات جوية اليوم، كما لم تسمع اصوات رصاص وقذائف وعادت الحركة إلى شوارع المدينة، وقرر الكثيرون فتح محالهم التجارية في الشطر الشرقي بعدما اغلقوها لايام عدة تحت وطأة القصف. كما فتحت اسواق الخضار التي كانت تعرضت احداها لغارات جوية اسفرت عن مقتل 12 شخصا في 24 أبريل. واكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن الذي يستند إلى شبكة واسعة من المندوبين في كل انحاء سوريا، ان الهدوء يسيطر على مدينة حلب بالكامل، مشيرا إلى مقتل مدني واحد في قصف للفصائل المعارضة على الاحياء الغربية بعد دقائق فقط على دخول التهدئة حيز التنفيذ الساعة الواحدة بالتوقيت المحلي (22,00 ت غ ليل الاربعاء). وأجرت واشنطن وموسكو منذ بداية الاسبوع مفاوضات لاحياء اتفاق وقف الاعمال القتالية الذي بدأ سريانه في سوريا قبل شهرين، لكنه انهار في مدينة حلب التي شهدت تصعيدا عسكريا منذ 22 أبريل، اسفر بحسب حصيلة للمرصد السوري، عن مقتل اكثر من 285 مدنيا بينهم نحو 57 طفلا. وبعد مفاوضات مكثفة، اعلنت واشنطن وموسكو مساء الاربعاء اتفاق تهدئة في حلب لمدة 48 ساعة. واعتبر سالم المسلط، المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية، ان «وقف اطلاق النار يجب ان يشمل كامل سوريا، وحلب ضمنا، من دون استثناء. والا فانه لن ينجح». وتم التوصل قبل ذلك إلى اتفاق تهدئة آخر في اللاذقية (غرب) والغوطة الشرقية في ريف دمشق استمر اياما وانتهى مفعوله امس. وتعرضت الغوطة الاربعاء ل22 غارة نفذتها طائرات تابعة للنظام السوري على الارجح. وافادت التقارير عن هدوء اليوم في الغوطة الشرقية وريف اللاذقية الشمالي على حد سواء. وعقدت الدول ال15 الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعا الاربعاء لبحث الوضع في حلب. وبعيدا عن التهدئة، قتل عشرة مدنيين واصيب اربعون آخرون بجروح الخميس في تفجيرين، احدهما بسيارة مفخخة والثاني انتحاري، استهدفا بلدة المخرم الفوقاني التي تبعد نحو 30 كيلومترا عن مدينة حمص (وسط)، وفق المرصد السوري. ويسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على بلدة جب الجراح القريبة من المخرم الفوقاني، وكان شن قبل ايام هجوما في المنطقة اسفر عن مقتل 16 عنصرا من قوات النظام. ويأتي هذان التفجيران بعد ساعات على سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على حقل الشاعر للغاز، وهو احد آخر ابرز حقول الغاز في محافظة حمص.