استمرت الاحتجاجات بالعاصمة البحرينية المنامة لليوم الخامس لمطالبة باصلاحات سياسية ودستورية. وأجج من حدة هذه الاحتجاجات مقتل اثنين من المتظاهرين برصاص الشرطة .وقد أقام المحتجون خياما كبيرة على العشب في دوار اللؤلؤ بالعاصمة ، وصرح أحد قياداتهم « سنبقى الى ان تجد الحكومة حلا لشعب البحرين.» ووزع ناشطون أغطية وأطعمة ومياه. وقال المحتجون ان احدى الخيام ستقدم خدمات طبية. وجمع اخرون القمامة وساعدوا في تنظيم حركة المرور. وقال محتجون ان مطلبهم الاساسي هو استقالة رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان ال خليفة الذي يتولى منصبه منذ الاستقلال عام1971 . وهو عم الملك حمد بن عيسى ال خليفة ويعتقد انه يمتلك مساحات كبيرة من الاراضي وينظر اليه على انه رمز لثروة الاسرة الحاكمة. وقال محتج عمره49 عاما رفض ذكر اسمه بالكامل «المحتجون لا يريدون الاطاحة بالاسرة الحاكمة وانما وضع نهاية لهذه الحكومة ولرئيس الوزراء.» ويقول المحتجون انهم يطالبون أيضا بالافراج عن السجناء السياسيين - وهو ما قالت الحكومة في وقت سابق انها ستفعله - واعداد دستور جديد. وقال محتج اخر من قرية كرزكان الشيعية المضطربة التي تشهد العديد من الاحتجاجات والاشتباكات « نحتاج الى حكومة من الشعب وليس فقط من اسرة ال خليفة. » ومن بين الاسباب الرئيسية للاستياء البالغ بين الشيعة في البحرين الفقر وارتفاع معدلات البطالة ومحاولات الحكومة منح السنة من خارج البلاد الجنسية لتغيير التركيبة السكانية. ونحو نصف تعداد السكان البالغ3 ر1 مليون نسمة بحرينيون والباقي من العاملين الاجانب. ومعظم المواطنين من الشيعة. وقال شهود ان الاشتباكات وقعت حين تحرك نحو2000 شخص من مستشفى حاملين جثمان المحتج علي المشيمع عبر ازقة ضيقة لقرى شيعية تحيط بالعاصمة المنامة متجهين الى منزله حيث يجري غسل المتوفى. وحثت منظمة العفو الدولية السلطات البحرينية على اجراء تحقيق شامل فيما حدث وتنحية الشرطة المتورطة في اطلاق الرصاص وتوضيح للشرطة ان الافراط في استخدام القوة لم يلق تسامحا. وعبر عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى ال خليفة عن تعازيه لوفاة « اثنين من أبنائنا الاعزاء» وامر بتشكيل لجنة خاصة لمعرفة الاسباب التي أدت الى «تلك الاحداث المؤسفة» . وقال « وسوف نطلب من السلطة التشريعية الموقرة النظر في هذه الظاهرة واقتراح التشريعات اللازمة لعلاجها بما ينفع الوطن والمواطن.» وفي مؤشر على قلق المستثمرين بشأن الاضطرابات قالت مؤسسة ماركت للمعلومات المالية ان قيمة التأمين على الديون السيادية للبحرين لمدة خمسة أعوام زادت الى أعلى مستوى منذ غشت عام2009 بمقدار12 نقطة أساس. وقتل المشيمع (22 عاما) بالرصاص الاثنين في مصادمات في قرية الديه اثناء فض قوات الامن احتجاجات في مناطق شيعية بالمملكة. وفي محاولة لتجنب تفاقم مشاعر السخط لدى الشيعة أعلنت البحرين صرف ألف دينار ( 2650 دولارا ) لكل اسرة بحرينية قبل احتجاجات14 فبراير . لكن بعض المحتجين قالوا ان تقديم مبالغ مالية ليس حلا. وقال محتج يدعى علي من قرية شيعية «لا تطعمني بل اعطني حريتي وأنا بامكاني ان أطعم نفسي.» واعلنت البحرين انها ستنفق417 مليون دولار اضافي على بنود اجتماعية من بينها دعم الغذاء متراجعة عن محاولات تهيئة المواطنين لخفض الدعم. ويقول المتظاهرون من الاغلبية الشيعية في البحرين ان الاقلية السنية الحاكمة تقصيهم عن ميزات الاسكان والرعاية الصحية والوظائف الحكومية. وقال بي.جيه كراولي المتحدث باسم الخارجية الامريكية في بيان «الولاياتالمتحدة قلقة جدا من العنف الذي يحيط بالاحتجاجات الاخيرة في البحرين.» واضاف قائلا « نناشد ايضا جميع الاطراف ضبط النفس والامتناع عن العنف.» وزادت مظاهر مثل الفقر وارتفاع نسبة البطالة وما تردد من محاولات من الدولة لمنح الجنسية لاجانب من السنة لتغيير التوازن السكاني من حدة الاستياء بين شيعة البحرين. ويقول محللون ان اضطرابات واسعة النطاق في البحرين التي تضم الاسطول الخامس الامريكي وهي مركز مصرفي بالمنطقة من الممكن أن تشجع الاقلية الشيعية المهمشة في المملكة العربية السعودية على الاحتجاج.