وجه رئيس مجلس الشوري الايراني علي لاريجاني ونواب الاغلبية المحافظة امس انتقادات عنيفة لقادة المعارضة غداة تظاهرات خلفت، بحسب الشرطة، قتيلا وتسعة جرحى، وطالب بمحاكمة واعدام قادة المعارضة. من جانبه نبه الرئيس الامريكي باراك اوباما امس حلفاءه في الشرق الاوسط الي خطر حصول انتفاضات شعبية في بلدانهم على غرار ما جرى في مصر في حال وقفوا في وجه التطلعات الديمقراطية لشعوبهم، وامل ان يواصل الايرانيون الاحتجاج على نظامهم. فيما صرح النائب الايراني كاظم جلالي عضو لجنة الامن والسياسة الخارجية في مجلس الشورى بمقتل اثنين من انصار النظام خلال تظاهرات المعارضة الاثنين في طهران، في حصيلة جديدة نقلتها عنه وكالة الانباء الطلابية (ايسنا). وأوضح جلالي ان وزير الداخلية مصطفى محمد نجار ابلغ هذه الحصيلة للجنة. وقال بحسب الوكالة «قال لنا الوزير ان اثنين من عناصر القوات الثورية والشعبية استشهدا فيما اصيب عدد (غير محدد) بالرصاص». وكانت حصيلة سابقة صادرة عن قائد الشرطة احمد رضا رضوان افادت عن قتيل وتسعة جرحى. وهتف نواب «الموت لامريكا» و»الموت لاسرائيل» ولكن ايضا «الموت لموسوي ولكروبي وخاتمي» الرئيس الاصلاحي السابق. فيما طالب نواب بمحاكمة واعدام موسوي وكروبي وخاتمي. وكان آلاف الاشخاص حاولوا بعد ظهر الاثنين التظاهر في وسط طهران استجابة لنداء قائدي المعارضة رئيس الوزراء الاسبق مير حسين موسوي ورئيس البرلمان الاسبق مهدي كروبي. وهتف نواب خلال جلسة البرلمان «موسوي وكروبي يجب ان يشنقا». وقال لاريجاني في اشارة الى الدعوة الي التظاهر «ان هؤلاء السادة (موسوي وكروبي) اللذين نشرا هذه الدعوة سقطا في فخ الولاياتالمتحدة (..) ان البرلمان يدين هذا التحرك الامريكي الصهيوني المضاد للثورة واللاوطني لمثيري الفتن هؤلاء». واضاف «ألم يكن عليهما أن يتوبا بعد ان شاهدا ان الولاياتالمتحدة والنظام الصهيوني والمنافقين (عبارة لوصف مجاهدي خلق) والملكيين يؤيدون تحركهم؟». وتابع «ان البرلمان سيشكل لجنة لدراسة هذا التحرك المضاد للثورة ولمعرفة كيفية التصدي له». وموسوي وكروبي يخضعان بحكم الامر الواقع الى الاقامة الجبرية منذ ايام كما تم قطع الاتصالات الهاتفية عنهما. وقتل شخص واصيب تسعة من عناصر الشرطة بجروح الاثنين اثناء تظاهرات المعارضة، بحسب ما اوردت وكالة فارس الثلاثاء التي اشارت، نقلا عن احمد رضا ردان قائد الشرطة، الى ان الاصابات نجمت عن اطلاق نار من عناصر مجاهدي خلق أبرز حركات المعارضة الايرانية المسلحة. من جانبها رفضت ايران امس تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون التي اشادت «بشجاعة» المتظاهرين المعارضين للحكومة في طهران حيث قتل شخص واحد. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست للصحافيين في اشارة واضحة الي كلينتون، «ان التصريحات التي ادلى بها في الايام الاخيرة مسؤولون امريكيون تنبع من خلط بسبب التغيرات التي تشهدها المنطقة». واضاف ان «هذه التغيرات سددت ضربة لمصالح قوى الهيمنة التي تدعم النظام الصهيوني وهم يحاولون من خلال هذه التعليقات تجاهل ما جرى». وتدور حرب كلامية بين ايرانوالولاياتالمتحدة منذ بداية الاحتجاجات الشعبية في يناير في مصر التي ادت الي إطاحة الرئيس حسني مبارك حليف واشنطن واسرائيل. وتعتبر طهران ان سقوط نظامه يشكل «هزيمة» للولايات المتحدة واسرائيل في حين تأمل واشنطن في ان تمتد الاحتجاجات في مصر الى ايران. واشادت كلينتون بالمتظاهرين في ايران. وقالت اثناء زيارة للكونغرس «نأمل ان تتاح للمعارضة والمتظاهرين الشجعان في كل مدن إيران الفرصة نفسها التي أتيحت للمواطنين المصريين خلال الاسبوع الفائت». وأضافت «نعتقد ان على النظام السياسي الايراني ان يظهر انفتاحا لتمكين المعارضة والمجتمع المدني من إسماع صوتهما»، مؤكدة انها تؤيد «مطالب من تظاهروا في ايران» الاثنين. واعتبر المتحدث باسم الخارجية الايرانية أن شعوب المنطقة تريد أن تتحرر من النفوذ الامريكي. وقال «ان التغييرات التي تطالب بها الشعوب في المنطقة هي وقف تدخل القوى الكبرى في شؤونها والاستقلال تجاه امريكا والنظام الصهيوني وحلفائهما». وقتل شخص في احتجاجات الاثنين واصيب تسعة آخرون بجروح، بحسب الشرطة الايرانية التي عزت الصدامات الى مجموعة محظورة.