وضع المغرب استراتيجية سياحية تروم استقطاب أعداد كبيرة من السياح المنتمين لدول مجلس التعاون الخليجي ليبلغ 250 ألف سائح خليجي بحلول سنة 2020. وتشير الأرقام التي سبق وكشفت عنها وزارة السياحة المغربية إلى أن المغرب حاليا يستقطب حوالي 198.229 سائح من بلدان الخليج العربي مع متم سنة 2015، حيث يهدف الى تحقيق نمو ب+ 10% سنة 2016 وجلب 224.200 سائح من هذه السوق، وهو رقم يظل ضئيلا علما أن دول المنطقة تصدر أكثر من أربعة ملايين سائح سنويا. ويشكل السياح القادمون من المملكة العربية السعودية السواد الأعظم من تلك الحصة، حيث يحل بالمغرب سنويا ما يفوق 70 ألف سائح سعودي، أي بنسبة تتجاوز 45 في المائة من مجموعة السياح الخليجين الوافدين على المملكة. ويكمن الرهان، حسب وزارة السياحة، في تنمية المحور السياحي مع دبي التي تعتبر من الأسواق الواعدة بالنسبة للمغرب، وجعل هذا الأخير وجهة متميزة وبعرض متنوع، تتوفر على مجموعات فندقية ذات إشعاع دولي، وخدمات جيدة، وسياحة ذات قيمة مضافة، من سياحة الأعمال، والتسوق والسياحة الثقافية. ويسعى المغرب إلى تنويع الأسواق السياحية بعدم الاكتفاء بأوربا فقط، إذ نهج في السنوات الأخيرة سياسة الانفتاح على الأسواق الصينية وأوربا الشرقية والدول العربية، والخليجية على وجه الخصوص، وهو ما انعكس على تطور أعداد السياح الوافدين من دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة سنوية تتراوح ما بين 10 و15 في المائة. ويأتي التركيز المغربي على الأسواق السياحية الخليجية لكون السياح الخليجيين يتميزون باختيارهم الإقامة لمدة أطول، مقارنة مع نظرائهم الأوربيين، كما أن عاداتهم الاستهلاكية تتميز بالزيادة في الإنفاق إلى حد بعيد. وتشير التقارير الرسمية إلى السياح الخليجيين يقضون في المغرب ما بين 550 و600 ألف ليلة سياحية كمعدل سنوي. وكان المكتب الوطني المغربي للسياحة قد عكف على إعداد دراسة للتعرف أكثر على الخصائص التي يتميز بها السائح الخليجي، بهدف تقديم عرض سياحي يستجيب لحاجياتهم، فتبين أن السياح الخليجيين يفضلون السفر برفقة أفراد الأسرة، والإقامة في فنادق تتوفر فيها الشقق، على أن تكون الوجهة التي يختارون توفر فضاءات خاصة بالتسلية الموجهة للأطفال. وهي النقط التي أضحى المكتب الوطني المغربي للسياحة يركز عليها لاستقطاب المزيد من السياح الخليجيين في السنوات المقبلة. وللتقرب أكثر من السياح منطقة الخليج العربي، قام المكتب الوطني المغربي للسياحة سنة 2015 بافتتاح مكتبه الإقليمي الخاص بمنطقة الخليج والشرق الأوسط في أبوظبي بالإمارات، على أمل افتتاح مكتب ثان، علما أنه كان ثمة مكتب سابق في جدة بالمملكة العربية السعودية تم افتتاحه في تسعينيات القرن الماضي. ولقد شارك المغرب في الدورة 23 للسوق العربية للسفر، وهو أول ملتقى لقطاع السياحة والأسفار بمنطقة الشرق الأوسط. ويعتبر هذا الحدث الدولي الذي احتضنه هذا الأسبوع مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض، أرضية مهنية بالنسبة للصناعة السياحية بالشرق الأوسط باحتضانه مايوازي 2700 عارض (منظمو الرحلات، شركات النقل، الفندقيون...الخ) وما يقارب 21000 زائر من 157 دولة. ويعد تكريس حصص المغرب من أسواق دول الخليج والشرق الأوسط أحد أهم أولويات وزارة السياحة التي تطمح إلى تعزيز تواجد وجهة المغرب وتموقعها بهذه السوق التي تعد من الأسواق السياحية ذات القيمة المضافة العالية. حيث تعتبر السوق السياحية للشرق الأوسط سوقا واعدة بفضل تدفق سياحي يناهز 51 مليون سائح سنة 2014 (حسب المنظمة العالمية للسياحة) ومتوسط نمو سنوي بمعدل 4.7% خلال فترة 2005 إلى 2014.