انتقد الروائي محمد برادة، الصحافة الفرنسية والأوربية من خلال استعمال كلمة «مواكبة» التي وظفتها للتعبير عن موقفها مما حدث في تونس ومصر، مشيرا إلى أن تعبير «مواكبة تحرك الشعوب العربية»، لا تعني أي شيء.. وجهة النظر هاته، عبر عنها برادة خلال ندوة «الكتابة اليوم » التي نظمها معهد سرفانتيس بالدار البيضاء، بشراكة مع مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، مساء الثلاثاء الأخير، التي شارك فيها كل من الشاعر عبد اللطيف اللعبي والكاتب الاسباني، المقيم بمراكش، خوان غويتيصولو، وذلك على هامش معرض البيضاء للكتاب. هؤلاء الثلاثة، الذين كان ينتظر منهم أن يتحدثوا عن تجربتهم الأدبية المتقاطعة، انجذبوا إلى ما يعرفه يعيشه العالم العربي.. اليوم. الشاعر عبد اللطيف اللعبي، في أولى مداخلاته خلال هذا اللقاء، انتقل بالنقاش من عالم الكتابة وأسئلتها إلى تطورات الشارع العربي، معتبرا «أن هناك رغبة في الحوار ما بين الشمال والجنوب، وما بين الجارين (الاسباني والمغربي)، لأن أسباب الحوار موجودة، لكن في المقابل، هناك حقيقة تصر على أن نقابل بعضنا البعض بالظهر»، مشيرا ،إلى أن هناك عدة أسباب لهذا «العداء المستمر» ، من بينها اعتبار أن الثقافة العربية «ثقافة ثانوية»، مضيفا أنه «يجب أن تكون هناك رغبة حقيقية في اعتبار ثقافة الآخر مهمة، لكنهم إلى الآن يصرون على أن ينظرون إلينا على أننا أقل إنتاجا منهم، فيما نحن رؤيتنا مختلفة لهم، لأننا نعتبر أن ثقافتهم مهمة، ونحن في حاجة إليهم». وفي رسالة واضحة، غير مشفرة، وجهها الكاتب خوان غويتيصولو إلى الأوربيين، قائلا «لقد فشل الاتحاد الأوربي في التعامل مع ثورات العالم العربي، فهو لم يستطع أن يلعب أي دور، وبقي على هامش تحركات شعوبها، وللأسف ليس لدنيا أي عذر»، مضيفا «بنفس درجة الفرح والفخر التي تابعت بها ثورتي تونس ومصر، كنت أشعر بالخجل من صمت الحكومات الأوربية». ولم يتردد غويتيصولو، في الإعلان عن أنه «يجب أن ننهي تلك النظرة إلى العرب بأنهم أقل منا، وأن نقطع مع هذا التعامل الأبيسي مع العرب، لأنه يجب أن يحدث التغيير الآن». من جهته، أشار محمد برادة إلى المشروع المتوسطي، قائلا: «منذ 40 سنة، ونحن نتحدث عن ذلك، لكن عندما نريد أن نتناول الثقافة، فإن هذا الأمر يظل دائما افتراضيا»، مشيرا إلى أنه في ظل كل هذه السياقات يجب «أن نترك المشاريع السياسية للسياسيين، ولنهتم بمشروعنا الثقافي المشترك». في هذا السياق، قال عبد اللطيف اللعبي «حان الوقت، للمغاربيين بأن يحلموا بوحدة مغايرة ومختلفة، تحرر دواخلنا من طوباوية الوحدة المغاربية، تجسد وحدتنا وليست وحدتهم». كما وجه اللعبي الدعوة إلى غويتيصولو للتوقيع على نداء مثقفي العالم للتضامن ومساندة الشعبين المصري والتونسي، حيث لم يبد الكاتب خوان أي اعتراض حول طلب الشاعر، وصرح «أنه على المثقف أن يحسم في كل مرحلة، وأن تكون لديه القدرة على القول: «هذه عدالة.. وهذا ظلم».