لحظة احتفاء متميزة بنساء أحلن على التقاعد كان مستقرها فضاء مدرسة الطبري بالمديرية الاقليمية سيدي بنور ... اللحظة لم تكن فقط مناسبة بوح جميل أو تسكع في الحميميات المشتركة التي صنعها المسار المهني للأستاذتين.. و لم تكن وقتا مستقطعا لتوزيع الهدايا وإلقاء الكلمات الروتينية التي تكاد تكون رتيبة من كثرة تكرارها في مناسبات التكريم.. على هذا المنوال كانت ادارة و هيئة تدريس مؤسسة الطبري مغتنمة للحظة «الوداع » غير المرغوب فيه لأستاذتين من خيرة المدرسين تكوينا وإلماما بالرسالة التربوية الملقاة على عاتقهن .. كانت هناك الأستاذة خديجة قنادل و الأستاذة فاطمة الزنزاني ، في الحقيقة من الصعب أن تكتب وتتحدث عن أصدقاء وصداقات في لحظة شبيهة بلحظة الاحتفاء هاته . الكلمات الملقاة كانت متشابهة في هدفها ، استجلاب كل جميل عند هذه الثلة، استاذتان في ريعان الشباب جئن إلى سيدي بنور في الفترة الذهبية من عمرهن و منحن اللحظة الاشعاعية التي عرفتها مؤسسة الطبري منذ سنين خلت طاقة ومجهودا صادقا .. التكريم الذي حظيت به قنادل خديجة و فاطمة الزنزاني هو في الحقيقة تكريم لمرحلة فارقة في تاريخ المؤسسة، لا يتعلق الأمر هنا باستطراد، بل لربط الوقائع بالاختيارات وبالأقدار التي ساقتهما لامتحان ذواتهما في النجاح وفي نقل ما تعلموه عن أساتذة كبار في التربية العامة و علم النفس و منهجية التدريس .. ووضع لمستهما الخاصة عليه وفيه .. وفي كلمة بالمناسبة، أكد رئيس المؤسسة على الدور الاجتماعي النبيل الذي تمثله مثل هذه المناسبات و التي أصبحت و منذ سنين تقليدا راسخا في ثقافة كل نساء و رجال التعليم بالمؤسسة ما يبرز التضامن و التآخي بين جميع المكونات كما يعد مناسبة للاعتراف بالجميل اتجاه الآخر ، كما شكر المدير الاقليمي بسيدي بنور هيئة الادارة و التدريس بمدرسة الطبري على هذه المبادرة الطيبة والالتفاتة المتميزة والتي هي بمثابة اعتراف بجميل الخدمات التي أسدتها هذه الفئة للإدارة والمواطن على السواء، تقديرا وتمجيدا واعترافا بدورهن وعطائهن كمكون أساسي ضمن المنظومة التربوية، مؤكدا على ضرورة العمل على ارسائه كتقليد حضاري يجب ترسيخه بين مختلف موظفات وموظفي المديرية الاقليمية بسيدي بنور . حفل التكريم تخللته عدة أنشطة متنوعة أبدع و أتقن فيها التلميذات و التلاميذ من شعر و مسرح و أغاني دينية كما عرف تقديم قصيدة زجلية للكاتب ثابت العياشي استحضر فيها مناقب و خصال الأستاذ المرحوم أحمد صابر المناضل الذي ظل وفيا طوال حياته لمبادئه و أخلاقه النضالية العالية الى أن وافته المنية بمدينة الجديدة هذا ، وقد عرفت هذه المناسبة التكريمية تسليم هدايا تذكارية و شهادات تقديرية اعترافا وتقديرا للعطاءات القيمة للمحتفى بهما طوال مسيرتهما المهنية خدمة لمصلحة المنظومة التعليمية