عقب بلاغهم المعلن عن مقاطعتهم لفعاليات الدورة 17 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالبيضاء، أصدر اتحاد كتاب المغرب وبيت الشعر في المغرب والائتلاف المغربي للثقافة والفنونأول أمس بلاغا جديدا حول الموضوع ذاته توصلت الجريدة بنسخة منه: «إن منظمات اتحاد كتاب المغرب وبيت الشعر في المغرب والائتلاف المغربي للثقافة والفنون، لتعبر عن امتنانها وشكرها لجميع أعضائها وغيرهم، ممن أبدوا استعدادهم للتجاوب مع قرارنا الجماعي بمقاطعة الدورة السابعة عشرة للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء. وهو قرار يهدف إلى إعطاء الإشارة الضرورية للمسؤولين في بلادنا، وتنبيههم إلى حالة الاختلال القصوى التي باتت تطبع السياسة الثقافية في المغرب، خاصة ما أضحى يميز عمل وزارة الثقافة من تراجع، وسوء تدبير، وانعدام رؤية ثقافية لأي مشروع ثقافي وطني مفترض. كما تعتز منظماتنا بما تلقته هذه المبادرة المسؤولة من ترحيب واحتضان، عبر عنه كثير من الشخصيات الثقافية والفكرية والأدبية والفنية من داخل الوطن وخارجه. كما تثمن الاهتمام الإعلامي اللافت الذي واكبها بالتعريف والإضاءة. وفي الوقت الذي كان من المفروض أن تُلتقط إشاراتنا واحتجاجاتنا بالصدر الرحب والفهم العميق، لم نتلق من بعض مسؤولي الوزارة غير ردود انفعالية، وصلت حد الاستهتار والانتقاص من القيمة الرمزية والاعتبارية للقرار الذي اتخذته منظماتنا الثقافية الوطنية، المشهود لها بالمصداقية والالتزام الوطني الصريح. فقد اعتبر بعض مسؤولي الوزارة أن قرار منظماتنا بالمقاطعة تحكمه خلفيات غير موضوعية، وهي مغالطة تستهدف تضليل الرأي العام، والتشويش على رمزية مبادرتنا النابعة من قلق بالغ ساور هيآتنا وأعضاءها، منذ مجيء وزير الثقافة الحالي؛ قلق تجسد في حدوث العديد من الأعطاب في تدبير الشأن الثقافي الوطني، من ضمنها: - انعدام استراتيجية ثقافية وطنية لدى وزير الثقافة، تستهدف حماية مكتسبات ثقافتنا الوطنية، المنتصرة لقيم التعدد والاختلاف والحوار والتسامح، والمؤمنة بمبادئ الحداثة والتقدم؛ - غياب حوار جدي ومنتظم مع الشركاء الثقافيين للوزارة، من جمعيات ثقافية وفنية، وهيئات نقابية؛ - تجميد الخطة الوطنية للقراءة ودعم الكتاب، وهي الخطة التي كانت ثمرة جهد أكاديمي ومعرفي لعدد من الباحثين المغاربة، بهدف تعزيز القراءة وإعادة الاعتبار لها كنشاط ثقافي وتربوي في مجتمعنا؛ - تجميد سياسة دعم الكتاب التي أثبتت نجاعتها في ترويج الكتاب المغربي وتلقيه؛ - إفراغ «جائزة المغرب للكتاب» من قيمتها الرمزية والاحتفالية، وتهديد مصداقيتها لدى عموم الكتاب والمهتمين؛ - الاستخفاف ببعض المكونات والحركات الثقافية الوطنية؛ - التقليص من الغلاف المالي الخاص بدعم الجمعيات الثقافية والفنية، الوطنية والمحلية، برسم سنة 2010، حيث عرف هذا الغلاف تراجعا خطيرا، فتم تخفيضه من 8 مليون درهم إلى 5 مليون و300 درهم، وهو ما يهدد دينامية عمل هذه الجمعيات، ويضعف من فاعليتها في التنمية الثقافية ببلادنا. والحال أن الأمر يتعلق بحق منظماتنا الثقافية الوطنية، وغيرها، في استعمال المال العام، وفق مشاريع الشراكة الموقعة بين هذه المنظمات والوزارة الوصية... وبخصوص دعوة إيطاليا كضيف شرف في الدورة الحالية للمعرض، فإن تحفظ منظماتنا لا يستهدف استضافة هذا البلد، بكل ما يمثله من عمق حضاري وثقافي وأدبي وفني، وإنما كنا ننبه إلى قصور النظر لدى واضعي البرنامج الثقافي العام لهذه الدورة، حيث تم الاقتصار على استضافة ممثلي الجهة الثقافية الرسمية الإيطالية، دون غيرهم من رموز الثقافة الوطنية بهذا البلد، الذين يقودون اليوم حملة شريفة لمجابهة مظاهر الانحراف الأخلاقي. من هنا، فإننا نطالب، باسم الحركة الثقافية كلها وقبل فوات الأوان، بمخاطب جديد يبادلها الإحساس الذي نفتقده اليوم، ويكون في مستوى أخلاق المسؤولية الثقافية، واحترام الشركاء الثقافيين والفنيين، وصون كرامة الأطر الإدارية للوزارة. ومنظماتنا ملتزمة، أفرادا وهيئات، بمواصلة تنفيذ قرارها بالمقاطعة، علما أننا بصدد دراسة مجموعة من الإجراءات النضالية لوضع حد لمظاهر استهتار وزير الثقافة ولقراراته العبثية، حتى نضمن لحركتنا الثقافية المخاطب الجدير بها، وبرصيدها التاريخي والرمزي الوطني، ما يؤهلها للمساهمة في بعث الأمل لدى ناشئتنا وشبيبتنا المغربية، ويبتعد بها عن مهاوي اليأس والعدمية والتطرف.»