سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مؤتمر مراكش حول النفايات المنجمية .. البحث العلمي والأكاديمي نقطة الارتكاز في مواجهة كافة الرهانات والتحديات البيئية مجموعة «مناجم» المغربية «أول شركة عبر العالم تعيد معالجة النفايات المعدنية»
اختتمت بمدينة مراكش فعاليات المؤتمر الدولي الثاني حول النفايات المنجمية وما بعد الاستغلال المنجمي، والذي انطلقت أشغاله الاثنين الماضي. هذه التظاهرة، المنظمة بمبادرة من جامعة القاضي عياض وجامعة الكبيك ومركز التنمية لجهة تانسيفت والمعهد الوطني للبيئة الصناعية والمخاطر بفرنسا، شكلت فضاء للالتقاء وتقاسم التجارب بين خبراء وباحثين، وكذا صانعي القرار في مجال نفايات المناجم وما بعد الاستغلال المنجمي وشارك في هذا المؤتمر، المندرج في إطار كرسي «النفايات الصناعية والمنجمية « التابع لمركز الأبحاث للتنمية الدولية بكندا، أزيد من 120 باحثا يمثلون مختلف دول العالم، على الخصوص، من فرنسا وكندا والولايات المتحدةالأمريكية وإسبانيا وإيطاليا وهولندا وجنوب إفريقيا وبلجيكا والجزائر وتونس والبرتغال واستراليا وبوركينا فاصو، بالإضافة إلى المغرب، وذلك لتقديم أسهاماتهم التقنية والعلمية في هذا الميدان وتمحورت أشغال هذا المؤتمر، المنظم بدعم من المكتب الشريف للفوسفاط ومكتب الأبحاث الجيولوجية والمنجمية بفرنسا، حول عدد من المواضيع التي تهم مجال تدبير النفايات المنجمية من بينها «التأثير الاجتماعي والمجتمعي للمخلفات المنجمية»، و»السلامة والمخاطر داخل المنجم»و»تدبير المياه والمخلفات المنجمية»و»تأهيل وتثمين المناجم». رشيد حقو رئيس المؤتمر، أبرز في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية « أن هذه التظاهرة تتوخى جمع خبراء وباحثين وأصحاب قرار معنيين بمختلف تأثيرات النشاط المنجمي وما بعد الاستغلال المنجمي وإرساء مقاربة موحدة لإيجاد حلول لهذه التأثيرات». وسجل، الأستاذ الجامعي بجامعة القاضي عياض بمراكش، أيضا، «أن هذا المؤتمر يشكل فضاء للتبادل بين الشمال والجنوب من خلال مشاركة العديد من الصناعيين والباحثين المرموقين في مجالات النفايات المنجمية والمياه بالمناجم والأمن والسلامة بالمنشآت المنجمية». من جانبه، قال مستشار وزير الطاقة والمعادن والبيئة عزة عدي، «إن هذا المؤتمر يندرج في سياق يتسم بالتشريع الجديد للحقول المنجمية والاستعدادات لمؤتمر الأممالمتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 22) المرتقب عقده شهر نونبر المقبل بمراكش». و شدد عميد كلية العلوم والتقنيات بمراكش، موحى توريرة، «على أهمية البحث العلمي وخاصة الأكاديمي من أجل مواجهة كافة الرهانات والتحديات البيئية»، مشيرا إلى «أن هذا المؤتمر يسعى إلى جعل التكوين البيداغوجي والعلمي في خدمة البيئة». أما أمال رجب، المسؤولة بالمكتب الشريف للفوسفاط، فأبرزت «أن المغرب يعد أرضا تغري بالاستكشاف المنجمي وما بعد الاستغلال المنجمي»، مؤكدة على «ضرورة إيلاء أهمية قصوى للأرض من أجل ازدهار العالم». بدورها، أكدت مديرة العلوم والتنمية المستدامة بمجموعة مناجم، انتصار بنزكور، «أن البيئة يمكن أن تشكل تحديا إذا لم يتم إدراجها بشكل جدي في استراتيجيات المقاولة»، مشيرة إلى الأهمية التي يكتسيها هذا اللقاء من حيث مساهمته في تعميق النقاش بين الخبراء والعلماء ومهنيي القطاع. كما أبرزت باقي التدخلات ضرورة إرساء أرضية للتعاون الدولي توفر شروط تحقيق تنمية مستدامة في قطاع المناجم وما بعد الاستغلال المنجمي مع الحفاظ على التوازنات البيئية. يذكر أن مجموعة مناجم الفاعل الرئيسي في قطاع المناجم بالمغرب ،أطلقت قبل سنوات برنامج إعادة استغلال النفايات المنجمية، حيث أكد الخبير الفرنسي، داميان كويتز، مدير البحث بالمدرسة العليا للمعادن بباريس، «أن مجموعة مناجم المغربية تُعد أول شركة عبر العالم تعيد معالجة النفايات المعدنية، الشيء الذي جعل من بعض وحداتها المنجمية بأفريقيا مناجم بصفر نفايات، من قبيل منجم كماسة الواقع بضواحي مراكش «، ويبلغ حجم المعادن التي تتم معالجتها بمعمل «كماسة» حوالي 100 طن شهريا . وفي مناسبة سابقة أعلن إسماعيل أقلعي مدير قطب المعادن الأساسية والكوبالت بالمجموعة المعدنية، أن نفايات الكوبالت، تعود إلى سنة 1928 وبلغت سنة 1989 نحو مليون طن، قبل الشروع في معالجتها بفضل نتائج البحث التي يشرف عليها مختبر «رومينيكس»، والتي مكنت من اكتشاف نسبة 0.7 بالمائة من معدن الذهب في كل طن من هذه النفايات. وأشار، أقلعي، إلى أنه سبق إطلاق طلب عروض دولي دون الحصول على عروض اقتصادية مناسبة من لدن المختبرات الدولية، مضيفا أن مجهودات أطر البحث لدى «مناجم» ، مكنت في تلك الفترة، من استخراج 242 كيلوغراما من الذهب الصافي ، في ظرف ثلاثة أشهر، من تلك النفايات.