اتهم رئيس الحكومة اليونانية ألكسيس تسيبراس الإثنين مقدونيا بأنها تصرفت بشكل «معيب» الأحد عندما صدت بالقوة والقنابل المسيلة للدموع مئات المهاجرين الذين كانوا يحاولون عبور الحدود بالقوة بين اليونان ومقدونيا. وبقي التوتر سيد الموقف الاثنين في مخيم إيدوميني. وتظاهر ظهر الاثنين عدد من المهاجرين في المخيم، كما نشبت مواجهات بعد الظهر بين مجموعات من المهاجرين انفسهم من جنسيات مختلفة، واحرقت خيمة. وكان مئات المهاجرين من أصل نحو 11 ألفا يضيق بهم الطرف اليوناني من الحدود مع مقدونيا حاولوا العبور إلى مقدونيا الاحد، ما دفع قوات الامن المقدونية إلى استخدام القنابل المسيلة للدموع لصدهم، في حين قالت اليونان انه تم ايضا استخدام الرصاص المطاطي، الامر الذي نفته سكوبيي. من جهتها اتهمت وزارة الداخلية المقدونية «الشرطة اليونانية بانها لم تحاول التدخل لانهاء هذه الاحداث». وكان وزير الداخلية اليوناني نيكوس توسكاس حذر في وقت سابق من مخاطر ان «يتحول الذين ضربوا البارحة إلى جهاديي الغد». وتزيد هذه الحوادث التوتر القائم اصلا بين اليونان ومقدونيا. ذلك أن اليونان لا تعترف حتى الآن بتسمية مقدونيا، بل تستخدم احيانا اسم العاصمة سكوبيي للدلالة على هذا البلد، او اسم جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة، وهي التسمية التي تستخدمها فرنسا والمانيا. وتعتبر هذه المسألة حساسة جدا لدى اليونانيين، إلى درجة ان وزير الدفاع بانوس كامينوس طالب الشهر الماضي باستقالة وزير الهجرة يانيس موزالاس لانه استخدم في تصريح له تعبير مقدونيا. ولم يستقبل الوزير موزالاس. واكدت منظمة «اطباء بلا حدود» انه حصل بالفعل استخدام للرصاص المطاطي. واعربت المفوضية العليا للاجئين عن «قلقها الشديد» ازاء هذه الاحداث التي تميزت «بالاستخدام المكثف للغاز المسيل للدموع» من دون ان تشير إلى مسألة الرصاص المطاطي. وتوافقت اثينا وسكوبيي على تحميل مطلقي الشائعات عن قرب فتح الحدود، مسؤولية احداث الاحد. وكانت الشائعات عن قرب فتح الحدود وراء محاولة واسعة للعبور إلى مقدونيا في الخامس عشر من مارس الماضي ما ادى ايضا إلى صدها بالقوة. وتوفي يومها ثلاثة افغان غرقا لدى محاولتهم عبور احد الانهار. وتؤكد اليونان انها تستقبل على اراضيها نحو 53 الف مهاجر ولاجىء. ورغم هذه المشاكل فان دفق المهاجرين إلى تراجع بشكل واضح، ولم يسجل بين الاحد وصباح الاثنين في اليونان سوى وصول 18 شخصا.