ألغت مندوبية التعليم والثقافة والمرأة التابعة للحكومة المستقلة بمدينة سبتةالمحتلة، حفلا غنائياً للفنان الإسباني خوسي ماريا لوبيز سان فيليو المشهور في الوسط الفني الإسباني بلقب كيكو فينينو، نسبة الى ألبومه الأول فينينو أو الدم (سنة 1977). وحسب بلاغ مندوبية التعليم والثقافة الصادر صبيحة يوم الأحد، فإن الحفل ألغي على خلفية التصريحات التي أدلى بها الفنان فينينو لجريدة «إيلبويبلو دي سوتا» لعددها الصادر يوم الجمعة الماضي، والتي أكد فيها أن وضعية مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين شبيهتان بوضعية مدينة جبل طارق، لكون المدينتين جزء من التراب المغربي، وأن على السلطات الإسبانية إعادتهما الى المغرب. كما أضاف كيكو فينينو في حوار للجريدة الإسبانية أن مطالب إسبانيا باستعادة مدينة جبل طارق لا تستقيم في ظل تشبث السلطات الإسبانية بالمدينتين المحتلتين، لكون مدينة جبل طارق لها نفس وضع المدينتين المغربيتين، وأن ما تنفقه إسبانيا من أموال طائلة لفرض الأمر الواقع على المدينتين، يندرج في إطار المزايدة السياسية لاغير، مع العلم أن الأمر لا يخضع لأي منطق جغرافي أو جيو سياسي أو اقتصادي أو حتى إنساني. هاته التصريحات الصادمة للطبقة السياسية الحاكمة في الثغرين المحتلين، دفعت الجهات المسؤولة عن القطاع الثقافي بالحكومة المستقلة لمدينة سبتةالمحتلة إلى إلغاء الحفل الفني للفنان الاسباني المنحدر من فيغيراس (إقليم خيرونا) والبالغ من العمر 59 سنة، والذي يحظى بشعبية كبيرة في الأوساط الشبابية، الذي كان يعتزم تنظيمه بمدينة سبتةالمحتلة، مساء يوم الأحد 13 فبراير الجاري، وذلك في إطار جولة فنية لتقديم ألبومه الجديد Dice la Gente (يقول الناس) واعتذر الفنان كيكو على موقعه الرسمي للجمهور بالمدينة المحتلة، حيث قال، إنه كان عليه الخوض في الأمور الفنية، عوض الحديث عن السياسة، وأن الحديث عن السياسة والجغرافيا ووضعية مدينة سبتةالمحتلة، حيث ازداد والده، يجب الخوض فيها لاحقا.. غير أن اللافت في الإعلام الإسباني، أنه لم تتم الإشارة إلى واقعة إلغاء الحفل الفني على خلفية مواقف الفنان الإسباني من وضعية المدينتين المحتلتين بقرار من السلطات الاستعمارية بالمدينة المحتلة، مما يؤكد زيف الشعارات التي يتبجح بها الإعلام الإسباني، حيث أنه إذا ما كانت السلطات المغربية قد منعت فنانا من إحياء حفل في مدينة مغربية على خلفية مواقف معينة من الوحدة الترابية، فإن الخبر كان سيكون من أهم الأخبار التي ستتصدر كبريات الصحف الإسبانية، ولأفردت له وكالات الأنباء قصاصات وقصاصات مما يعكس زيف الافتراءات والشعارات التي تنادي بها وسائل الإعلام الإسبانية وكذا الطبقة السياسية الإسبانية.