علم اليوم الأحد من مصادر مقربة من الحكومة المحلية بسبتة بأن هذه الأخيرة ألغت حفلا غنائيا كان مقررا أن يحييه أمس السبت المغني الإسباني الشهير كيكو فينينو بعد تصريح لهذا الأخير، أكد فيه بأن "سبتة ومليلية جزء من التراب المغربي" وأن "على إسبانيا إعادتهما إلى المغرب". وقد قررت وزارة التربية والتعليم والثقافة في حكومة سبتة، المدينة الخاضعة للسيطرة الإسبانية والتي يطالب المغرب باسترجاع السيادة عليها، إلغاء حفل غنائي للفنان الإسباني لتقديم ألبومه الأخير "كلام الناس" Dice la Gente)) بعد التصريحات التي أدلى بها الفان الإسباني لجريدة "إلبويبلو" المحلية. وفي تصريحاته لجريدة "إلبويبلو" قال المغني الإسباني إن "الجميع يشعر بأن علينا إعادة سبتة ومليلية إلى المغاربة إذا ما أعادت إنجلترا صخرة جبل طارق إلى إسبانيا كما هو منطقي"، مشيرا إلى أن "إسبانيا تنفق أموال طائلة للإبقاء على المدينتين (تحت سيادتها) من أجل مزايدات سياسية مع العلم أن الأمر لا يخضع لأي منطق جيوإستراتيجي أو اقتصادي أو إنساني". وقال الفنان كيكو فينينو إنه "يمكن أن يتم العمل أيضا في إطار السيادة المغربية، ولكن سبتة هي أكثر حداثة وتطورا مما عليه الحال إذا تم عبور الحدود" إلى الطرف المغربي. هذه التصريحات من مغني ذو شعبية كبيرة بين كل الفئات العمرية أثارت حفيظة الحكومة المحلية بمدينة سبتة والتي يسيطر عليها الحزب الشعبي اليميني، فلم يتأخر ردها إذ قامت بإلغاء الحفل الذي كان من المقرر أن يحييه الفنان في إحدى قاعات المدينة. هذا وقد حاولت أندلس برس الاتصال بمدير أعمال المغني الإسباني للاستفسار عن هذا الأمر ولكن بدون جدوى. أما الفنان كيكو فينينو فقد أكد على صفحته الرسمية بالإنترنيت أن تصريحاته لم تأت في وقت مناسب وأنه لم يكن يقصد المساس بمشاعر أي أحد. واعتذر المغني الإسباني عن الإزعاج الذي سببته تصريحاته ولكنه أسف بالأساس لعدم تمكنه من الغناء مباشرة في مدينة سبتة. وقال إنه كان عليه أن يتحدث خلال حواره مع جريدة "إلبويبلو" عن الموسيقى فقط وأن يترك لوقت آخر "تحليليه السياسي والجغرافي حول وضع سبتة ومليلية، حيث ازداد والدي وجبل طارق ". ويعكس رد فعل سلطات مدينة سبتة العنيف مدى "رحابة صدر" السلطات المحلية مع أولئك الذين يعارضونها حتى ولو كانوا من الشخصيات المرموقة في إسبانيا، فليس لهم الحق في إبداء أرائهم السياسية بكل حرية.