منذ تولي المجلس الحالي مسؤولية تدبير شؤون العاصمة الاقتصادية ، وهو يبحث عن إيجاد حل لمطرح النفايات الحالي، المتواجد بطريق مديونة، وهو المطرح الذي خلق العديد من المشاكل وأضحى «منطقة ذات وضع خاص « جراء سيطرة بعض اللوبيات في مجالات عديدة على رأسها التحكم في الانتخابات بمنطقة مديونة والمجاطية، بالاضافة إلى كون أزباله مدرة ل»الذهب» لبعض المستفيدين من الاتجار في القمامة، أضف إلى ذلك أن سعته لم تعد تتحمل المزيد من النفايات .وبحسب مختصين، فإن طاقته الاستيعابية لن تتجاوز ثمانية أشهر. المجلس السابق، كان قد عقد اتفاقا مع إحدى العائلات لاقتناء أرضها وتحويله إلى مطرح بديل، بتراب المجاطية، لكن بعد أن قام العمدة الحالي بتوفير ثمن الأرض ووضعه لدى الموثق لمتابعة إجراءات البيع، أعلنت العائلة المالكة للأرض، أنها أضحت في حل من هذا الاتفاق، لأن انتظارها قد طال، ولم يعد الثمن الذي تم اقتراحه في الولاية السابقة مطابقا للسعر الحالي للأرض؟ مسؤولو الدارالبيضاء لم يكن هذا هو مشكلهم الوحيد، فهناك مشاكل إدارية أخرى وإجرائية تقف أمامهم، منها على الخصوص أن تصاميم التهيئة لم تحدد مطرحا للنفايات خاصا بالدارالبيضاء في أي تراب من تراب الجماعات المحيطة بها، وهو أمر يتطلب إعادة النظر في التصاميم المتوفرة اليوم مع فتح النقاش بهذا الخصوص مع الوكالة الحضرية للدار البيضاء. ليست هذه هي معضلة المجلس وحدها، بل إن المجلس وجد نفسه بدون خيار مستقل، لأن الأمر لا يعنيه وحده، فالمجلس الاقليمي لمديونة كان في وقت سابق قد رفض رفضا باتا، أن يقام أي مطرح للنفايات في تراب جماعاته ما لم يكن هذا لمطرح خاضعا لدفتر تحملات واضح ويستجيب للمعايير البيئية المعمول بها دوليا، وهو قرار يجب أن يعدل بقرار آخر إن أراد مجلس مدينة الدارالبيضاء إحداث هذ المطرح. قرار المجلس الاقليمي لمديونة لم يكن فريدا، بل إن المجلس الجماعي لجماعة المجاطية أولاد الطالب، صوت في إحدى دوراته برفض إحداث مطرح للنفايات خاص بالدارالبيضاء في تراب جماعته ، وهو الأمر الذي يتطلب حتى في حالة الإقناع، إصدار مقرر ثان من لدن هذا المجلس. مسلسل الرفض لم يتوقف هاهنا، ففي إطار المشاورات والبحث عن أراض أخرى لإحداث هذا المرفق المهم جدا، تم اقتراح تراب جماعة أولاد صالح، لكن الرد جاء سريعا من طرف رئيس مجلسها. فخلال اللقاء التواصلي الذي عقده عامل عمالة اقليم النواصر مع مسؤولي الجماعات الترابية بالإقليم في نهاية الأسبوع الماضي، أعلن رئيس الجماعة الترابية أولاد صالح، بأن مجلسه يرفض رفضا باتا تحويل مطرح النفايات لمديونة إلى منطقة أولاد صالح، مبررا موقف مجلسه بكون أولاد صالح تعرف إحداث مشاريع كبرى في مجال التعمير، كما هو الحال بالنسبة لمدينة النصر، التي كان جلالة الملك قد دشنها في السنة الماضية ،والتي من المنتظر أن تستقبل أكثر من 1500 عائلة، فضلا عن وجود مناطق صناعية حديثة و أراض فلاحية جيدة. مشكل مطرح النفايات، أمام كل هذا ، لايزال معلقا ، ويبدو أن العجز عن إيجاد حل يبقى سيد الموقف إلى حدود الساعة.