أنهى قاضي التحقيق المكلف بقضايا مكافحة الإرهاب بملحقة سلا، التحقيق في ملف شقيق "العقل المدبر" لتفجيرات باريس ليوم 2016/11/13، المسمى عبد الحميد أبا عوض، الذي قتله الأمن الفرنسي في عملية مداهمة ببلدة سان دوني بضواحي العاصمة الفرنسية يوم 18 من نفس الشهر، كما أن السلطات البلجيكية تعتبر هذا الأخير وخليته "وراء التخطيط للاعتداءات الإرهابية التي شهدتها بلجيكا أخيراً"، حسب مصادر إعلامية. وأحال الوكيل العام باستئنافية الرباط ملف المتهم، المزداد سنة 1995 والحامل للجنسية المغربية - البلجيكية، على غرفة الجنايات المكلفة بقضايا مكافحة الإرهاب بملحقة سلا، بتهم تقديم مساعدة عمداً لمن يرتكب أفعالا إرهابية، والإشادة بأفعال إرهابية تكوِّن جريمة إرهابية، والإشادة بتنظيم إرهابي، طبقا لصك الاتهام. وكانت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بأكادير قد أحالت الظنين على الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء للاشتباه في علاقته بتنظيمات إرهابية ببلجيكا ودول أخرى، فضلا عن أنه شقيق للمسميين يونس وعبد الحميد أبا عوض، اللذين كانا يتواجدان في وقت سابق ضمن صفوف تنظيم "داعش" بسوريا. وكان "العقل المدبر لتفجيرات باريس"، حسب التوصيف الإعلامي ، قد انتقل إلى القاهرة لحفظ القرآن وتعلم العلوم الشرعية، ثم انخرط في جبهة النصرة بمصر، حيث كان "يقود" كتيبة للمجاهدين الأجانب، قبل أن يلتحق بسوريا بعدما استقطب مجموعة من معارفه من حي مولامبيك ببلجيكا، واقترح على أخيه الالتحاق هو الآخر إلا أن هذا الأخير رفض، مؤكدا أنه كان يتحدث معه باستمرار "عن دور المقاتلين الأجانب في رفع راية الإسلام ومحاربة الغرب"، معربا له عن رغبته الجامحة في التخطيط لأعمال إرهابية ضد فرنساوبلجيكا. كما أخبره بأن أحداث "شارلي إبدو" ما هي إلا بداية لعدة مخططات تستهدف الدول الغربية المعادية لمشروع قيام تنظيم "داعش"، الذي يحرض المقاتلين المنحدرين من دول التحالف العسكري ضد قواعد هذا التنظيم بالمنطقة السورية العراقية بالرجوع إلى بلدانهم الأصلية، أو بلدان الإقامة بهدف تنفيذ عمليات جهادية ضد مصالح هذه الدول . وأوضح الظنين، في تصريحاته التمهيدية دائما، أنه كان قد "عاين بمنزل أخيه عبد الحميد وجود قبضة لسلاح ناري من نوع كلاشنكوف، وسلاح من نفس النوع عبارة عن بلاستيك، وأقنعة، إضافة إلى قضيب حديدي وسكين من الحجم الكبير"، كما سبق أن رأى بحوزته مسدسا، مضيفا أن الشرطة الفيدرالية البلجيكية كانت قد أجرت معه بحثا بعد حوالي أسبوع من سفر شقيقة لسوريا... وأنكر المتابع أمام قاضي التحقيق علاقته بأي فكر جهادي، أو تنظيم سلفي جهادي، وأنه لم يبلغ عن أخيه لأنه لم يكن يعرف خطورة الأفعال التي ارتكبها... وكان قاضي التحقيق قد استمع تمهيديا للمتهم وأودعه بالمركب السجني بسلا يوم 7 أكتوبر 2015.