أجلت غرفة الجنايات المكلفة بقضايا مكافحة الإرهاب بملحقة سلا صباح الخميس 23 يوليوز 2015 الملفات المعروضة عليها من بينها ملف توبع فيه متهمان، الأول مغربي مزداد في بلجيكا سنة 1974 ودخل المغرب عام 2008 عبر بوابة سبتة السليبة بعد أن أتلف بطاقة تعريفه لطمس أية صلة بماضيه ولقناعته بالمنهج التكفيري، حسب المنسوب إليه خلال البحث التمهيدي. أما المتهمة الثانية فهي فرنسية من أصل مغربي مزدادة سنة 1994 فكانت قد قدمت إلى المغرب من فرنسا يوم 26 فبراير 2015 بعد أن طلب منها المتهم الالتحاق به للزواج به عرفيا لعدم الاعتراف بعقد الزواج العدلي لكونه من القوانين الوضعية. وكانت المتهمة قد أفصحت لزوجها، الذي عاشت معه بمدينة آسفي، عن رغبتها في الالتحاق بتنظيم «داعش» والعيش تحت حكم أبي بكر البغدادي، لكنه نصحها بالقدوم عنده إلى المغرب لممارسة الشعائر الدينية كخطوة أولى ثم الالتحاق بسوريا، علما أنها كانت قد التزمت دينيا في بداية 2013 وأصبحت تتردد على بعض المساجد في فرنسا لحضور الدروس الدينية، وتصفح بعض المواقع الجهادية، فضلا عن تعرفها في صيف 2013 على جزائري اتفقت معه على ضرورة الهجرة إلى «دار السلام» بعد أن تطورت العلاقة بينهما، إلا أنه عند قدومه لدى أسرتها في باريس رفض والدها تزويجه بها. وتبعا للمصدر الأمني فإن المعنية بالأمر، العاطلة، كانت قد كتبت في شهر مارس 2014 رسالة بمثابة وصية موجهة إلى عائلتها تشعرهم فيها بقرار الالتحاق بداعش، وأن نهايتها ستكون سعيدة، إما بالنصر أو الشهادة، وأن فرنسا بلد كفر، وذلك بعد اطلاعها على مجموعة من المواقع الالكترونية التي تناقش فتاوى شرعية حول الهجرة ومشاهدتها لأناشيد حماسية لتنظيم الدولة الإسلامية وتسجيلات «للخليفة» أبو بكر البغدادي أمير هذا التنظيم الذي تعتبره أمير المؤمنين. وأقرّ الظنين، المتزوج عرفيا، وبائع العصير، أمام قاضي التحقيق ابتدائيا أنه يعتبر النظام طاغوتا، لكونه لايحكم بما أنزل الله، وأن أكبر دليل على ذلك هو عدم تطبيقه الرجم في حق الزاني، وأن سبب عدم التحاقه بسوريا يرجع لتوقيف المسمى طارق من قبل مصالح الأمن. وأوضح المتهم في محضر تصريحه أمام الشرطة القضائية أنه كان قد سافر إلى السمارة بهدف الهجرة إلى موريطانيا للتسجيل في أحد معاهد العلوم الشرعية لكنه استقر بها واشتغل بإحدى شركات البناء، مضيفا أنه خلال مقامه بمدينة آسفي سنة 2011 تعرف على المدعو أبو طلحة الذي كان سببا في زواجه بالمسماة فوزية، وكان يحضر معه بعض الدروس الدينية التي كان يؤطرها المدعو أبو حازم... كما كان المتهم، الذي يتوفر على عدة سوابق قضائية في المخدرات والسرقة، أنه كان قد تعرف عبر الأنترنيت على فرنسية لمدة أربع سنوات، والتي أبدت استعدادها للالتحاق بسوريا قصد الجهاد، حيث اقترح عليها اللقاء هناك لعقد القران، إلا أنه في أواسط عام 2014 أشعرته عن طريق الفايسبوك أنها تمكنت من الالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام طالبة منه السفر إليها... إلا أنها في اتصال آخر أخبرته أنها توجد في كنف تنظيم الدولة الإسلامية وزواجها من فرنسي هناك، والذي اعتقل في وقت لاحق في تركيا، والذي طلقت منه... تبعا لما ورد في تصريحاته أمام فرقة من أعضاء المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني. من جهتها أكدت الملقبة أم صالحة، رغم أنها بدون أبناء، أمام قاضي التحقيق ابتدائيا أنها كانت ترغب في الاستقرار في سوريا وتتعاطف مع تنظيم الدولة الإسلامية، لأنه يحمي الإسلام، وتراجعت عن ذلك إبان الاستماع إليها تفصيليا، مشيرة إلى أنها عدلت عن السفر إلى سوريا بصفته بلد الرسالات بسبب الأوضاع التي تدور هناك، وأنه لم يسبق لها أن خططت للقيام بأي أعمال إرهابية داخل أرض الوطن، وأنها مازالت زوجة المتهم رغم عدم وجود أي عقد نكاح. وتوبع الظنينان بتهم تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام، والإشادة بأفعال تكون جريمة إرهابية وتحريض الغير وإقناعه بارتكاب أفعال إرهابية، وعدم التبليغ عن جريمة إرهابية.