بصعوبة كبيرة، انتزع الدفاع الحسني الجديدي بطاقة المرور إلى الدور الأول لكأس الكونفدرالية الإفريقية بعدما حقق نتيجة التعادل(1 -1) أمام ضيفه نادي مركز ساليف كيتا المالي في مباراة الإياب التي جمعت الفريقين بملعب العبدي بالجديدة مساء يوم السبت الأخير، ولم تخل هاته المواجهة الحاسمة من فصول مثيرة، إذ كان نسور مالي سباقين إلى التهديف بواسطة المهاجم نياري يعقوبا الذي باغت الجديديين في منتصف الجولة الثانية، قبل أن ينجح أصحاب الأرض في تعديل الكفة في الأنفاس الأخيرة من المباراة عن طريق لاعب خط الوسط مابيدي الذي عبد الطريق لفرسان دكالة نحو الدور المقبل الذي سيلاقون خلاله الأولمبي الباجي التونسي في قمة مغاربية تعد بالشيء الكثير. وكان الدفاع الجديدي قد نجح في العودة بتعادل إيجابي بطعم الفوز(2 - 2) قبل أسبوعين من ميدان نادي مركز ساليف كيتا، لأجله كان مطالبا بالدفاع عن امتيازه الرقمي في مباراة الإياب لتأمين عبوره نحو الدور الموالي لكأس الكاف، ولأن التعادل بحد ذاته نتيجة غير مضمونة ، فقد كانت تنتظر الدكاليين مهمة صعبة وهم يمنون النفس لانتزاع بطاقة التأهيل، مما فرض على الفريق الجديدي الذي راهن على عاملي الأرض والجمهور للتغلب على الفريق المال ، حيث تم الاستعداد لها بكل جدية، لتفادي أية مفاجأة من الفريق المالي الذي يبقى خصما محترما. وفي غياب أحميدة الدمياني وعبد الله لهوى ويونس حمال الموقوفين من قبل إدارة النادي لأسباب تأديبية ، اضطر المدرب الجديدي مرة أخرى إلى الاعتماد على عناصر بديلة تفتقد للجاهزية، كما أحدث تعديلات بسيطة على التشكيلة الدكالية، وذلك بالدفع بالمدافع الأوسط أحمد شاكو الى وسط الميدان، ووضع الثقة لأول مرة في حكيم أجراوي الذي شغل قلب هجوم إلى جانب رفيق عبد الصمد، بالمقابل حافظ نادي مركز ساليف كيتا على نفس المجموعة التي خاضت مباراة الذهاب، مع متغير واحد هم الإدارة التقنية للفريق، حيث تولى المدرب ديمبا طراوري زميله أداما كيتا الذي تعرض للطرد في المواجهة السابقة بباماكو. ولأن المباراة حاسمة فقد خيم هاجس الحيطة على أطوار الجولة الأولى، حيث حاول الدفاع الجديدي استثمار امتياز الهدفين المسجلين في لقاء الذهاب، وذلك باللعب باقتصاد، وعدم المجازفة على مستوى البناءات الهجومية، خصوصا في الدقائق الأولى من المواجهة، تفاديا لأية مفاجأة من الفريق المالي الذي اكتف بتحصين الدفاع ووسط الميدان للحد من تحركاتهم، مع الاعتماد على المرتدات الخاطفة بواسطة الجناحين كانتي و تونغارا اللذين هددا في مناسبتين (د 16 و27) الحارس الدكالي أيوب لاما عن طريق تسديدتين قويتين تصدى لهما هذا الأخير بنجاح، فيما أتيحت فرص واضحة للتسجيل للدفاع الجديدي، أولاها كانت في الدقيقة (30) عندما توغل الدولي الأولمبي المهدي قرناص من الجهة اليمنى ومرر كرة على المقاس للمهاجم أجراوي الذي كاد أن يخدع الحارس المالي لولا تدخل المدافع العملاق دياوارا في آخر لحظة ، وأبعد الكرة إلى الزاوية، تلتها محاولة أخرى بواسطة العميد منير الضيفي الذي قاد هجوما منسقا، حيث مرر في اتجاه مابيدي الذي كان حرا طليقا على بعد مترين من الحارس ديالو، لكن أمام اندهاش الجميع يرسل الكرة خارج إطار المرمى، ليخرج الفريقان متعادلين خلال الشوط الثاني بصفر لمثله مع امتياز ملحوظ للجديديين ورغم أن نتيجة التعادل السلبي تصب في مصلحة الفريق الدكالي بمروره إلى الدور الموالي لكأس الإتحاد الإفريقي،ب حكم امتياز الهدفين المسجلين خارج القواعد فقد حافظ على نسقه الهجومي، إيمانا منه بأن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم،حيث شن مجموعة من الغارات الهجومية على الفريق المالي، غير أن مهاجمي الفريق الجديدي تفننوا في إهدار الفرص، خاصة رفيق عبد الصمد وفيفيان مابيدي، بالمقابل عمد مدرب نادي مركز ساليف كيتا ديبما طراوري إلى إدخال المهاجم ديارا مسجل هدفي الذهاب لخلق تفوق عددي في الهجوم وقد كانت الدقيقة (66) نقطة التحول في المباراة، حيث تمكن المهاجم يعقوبا من كرة ثابتة من هزم الحارس الجديدي أيوب لاما بهدف مباغت وغير متوقع، مستغلا سوء التغطية الدفاعية للمحليين الذين نزل عليهم هذا الهدف كقطعة ثلج، أمام هاته النتيجة السلبية، كان لزاما على المدرب خالد كرامة البحث عن وصفة تكتيكية ناجعة تمكن فريقه من العودة في المباراة وذلك بإدخال ثلاثة لاعبين منتمين للخط الأمامي وهم: باحفيظ، حدراف والرك على مرحلتين، لإنهاء حالة الإستعصاء التي واجهت هجوم الدفاع في هذا اللقاء. وفرضت المتغيرات البشرية للدفاع تغيير مراكز بعض اللاعبين، إذ تحول قرناص إلى جناح أيسر بعد مغادرة كروشي لأرضية الملعب، فيما عاد شاكو ورفيق على التوالي إلى مركزيهما الطبيعيين في متوسط الدفاع ووسط الميدان، ونتيجة لذلك تحسن أداء الفريق الجديدي الذي ضغط بكل ثقله بحثا عن هدف التعادل، وفي الدقيقة (72) يتألق الحارس ديالو الذي أحبط ثلاث محاولات خطيرة متتالية، ،خمس دقائق بعد ذلك تتاح أبرز فرصة على الإطلاق لمابيدي للتهديف بعدما وجد نفسه وجها لوجه مع الحارس المالي إلا أنه أهدر وفي وقت تراجع فيه الماليون إلى الوراء للحفاظ على سبقهم الرقمي، جاء الفرج في الأنفاس الأخيرة من المباراة بواسطة مابيدي الذي تمكن من توقيع هدف الخلاص للدفاع الجديدي إثر توصله بتمريرة رأسية من زميله مولاي الزاهر، حيث أودع لاعب إفريقيا الوسطى هذه المرة الكرة داخل الشباك في الوقت ذاته شهدت فيه المدرجات المغطاة مباراة أخرى بين المدرب كرامة وبعض المشجعين الدفاعيين استمرت إلى ما بعد إطلاق الحكم الجزائري فاروق حواسنية صافرة النهاية بنتيجة التعادل((1-1 التي أهلت الدفاع الجديدي إلى الدور الأول من إقصائيات كأس الكاف؛ حيث تنتظره مواجهة حارقة الشهر القادم في قمة مغاربية ضد أولمبي باجي التونسي الذي أعفي من خوض منافسات الدور التمهيدي