أصدرت دار النشر «لاكروازي دي شومان»، مؤخرا، مؤلفا جماعيا يحمل عنوان «مرتفعات بني يزناسن، ذاكرة للإنسانية»، ويسلط الضوء، من خلال سلسلة من النصوص والصور، على التراث الطبيعي والأركيولوجي لمرتفعات بني يزناسن. ويهدف هذا الكتاب، من خلال 156 صفحة من الحجم الكبير، إلى المساهمة في التعريف بالمواقع الطبيعية لمرتفعات بني يزناسن وما تزخر به من غطاء نباتي وثروة حيوانية استثنائيين، وإبراز التراث الأركيولوجي، والمنتجات المحلية، وجعلها في خدمة التنمية الترابية. ويعود المؤلف، الذي أنجز بمبادرة من وكالة تنمية أقاليم الجهة الشرقية، إلى أصل الحياة البشرية بمرتفعات بني يزناسن منذ حقبة ما قبل التاريخ حيث اختارت مجموعة من أوائل البشر العيش في هذه المنطقة. ويعرض الكتاب «لملحمة مثيرة ولسرد مدهش، حول حياة البشرية، يكشف عنه علم الآثار المعاصر، ولاكتشافات مدهشة جرت بهذه المرتفعات». ويبرز تقديم الكتاب أن «بني يزناسن، حافظت، على هذه الخطوات الأولى للإنسانية، من خلال الأثار المنتشرة فوق مرتفعاتها، والتي تعد بمثابة حارس لكنوز ظلت في مأمن لزمن طويل». وأوضح المدير العام لوكالة تنمية أقاليم الجهة الشرقية، محمد المباركي، في تقديمه للكتاب، أن «بني يزناسن، وخصوصا مغاراتها، شكلت بوتقة استثنائية للبشرية آنذاك»، مضيفا أن ما تم استكشافه منذ عقود، على قلته، يكشف عن تراث تمتد أهميته لتشمل ما وراء حدودنا». وأوضح أن مرتفعات بني يزناسن، ترفل بمؤهلات طبيعية جذابة، مسلطا الضوء على جمالية مشاهدها وتضاريسها الجبلية. وذكر بأن أعمالا أدبية عدة تطرقت إلى استكشافات بني يزناسن وجهود علماء متخصصين، لإبراز الموروث النادر الذي تزخر به مرتفعاتها وخصوصا مغاراتها التي تكشف سنويا المزيد من المعطيات الثمينة.