أعطيت انطلاقة مشروع إعادة تهيئة مجسم الكرة الأرضية مساء أول أمس بالدارالبيضاء، بتوقيع اتفاقية بين شركة الاستثمار الأجيال القابضة وشركة التنمية المحلية الدارالبيضاء للتراث، من أجل تمويل إعادة تأهيل الكرة الأرضية وممرها تحت الأرضي بطريقة راقية، تمحو الصورة القاتمة لهذه المعلمة، وتضفي رونقا على ممرها الذي سيحتضن أنشطة ثقافية وتجارية. وتم إعطاء الانطلاقة الرسمية لمشروع إعادة تأهيل مجسم الكرة الأرضية بتوقيع شراكة استراتيجية بين جماعة الدارالبيضاء وشركة الأجيال القابضة بغلاف مالي قدره أربعة عشر مليون درهم ، بحضور خالد سفير والي جهة الدارالبيضاءسطات وعبد الحميد جماهري نائب رئيس الجهة وعبد العزيز العماري رئيس مجلس مدينة الدارالبيضاء وأدهم التوره المدير العام لشركة الأجيال القابضة وعدد من الشخصيات الاقتصادية والاجتماعية والرياضية ، وقدم حفل انطلاق مشروع مجسم « الكرة الأرضية» عتيق بنشيكر. وفي إطار تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وقعت نجوى إلهام البكري، عن شركة التنمية المحلية الدارالبيضاء، و أدهم التوره، عن شركة الأجيال القابضة، على اتفاقية من أجل تمويل مشروع إعادة تأهيل هذا الموقع. ويشمل تنفيذ هذا المشروع، الذي تقدر تكلفته المالية بحوالي 14 مليون درهم، إعادة تأهيل الكرة الأرضية، وكذا ممرها تحت أرضي. وفي كلمته أمام الحضور قال خالد سفير، والي جهة الدارالبيضاء – سطات : « إن هذه الشراكة الاستراتيجية بين جماعة الدارالبيضاء، ممثلة في شركة الدارالبيضاء للتراث وشركة الأجيال القابضة، تروم إعادة ترميم هذه المعلمة التاريخية، و إحياء ممرها التحت أرضي وجعله مزارا للبيضاويين، و رد الاعتبار لساحة الأممالمتحدةوالمدينة العتيقة والأحياء المجاورة». وأضاف والي الجهة : «أدعو كافة الفاعلين بالقطاعين العام والخاص إلى تثمين هذه المبادرة والسير على منوالها للانخراط في مشاريع من هذا الحجم، التي تتوفر مدينة الدارالبيضاء على مجموعة منها بحيث سيكون لها انعكاسات إيجابية على تنميتها و جماليتها «. من جهته، قال عبد العزيز عماري، رئيس مجلس مدينة الدارالبيضاء، « إن هذا المشروع يروم إعادة الاعتبار للتراث ولمعلمة بيضاوية مشهورة مع الحفاظ على خصوصيتها المعمارية والجمالية، ورد الاعتبار لمجسم الكرة الأرضية يشكل الدليل الساطع على انفتاح هذه المدينة على العالم «. وأضاف العماري « ان الاستثمار في مجالات التراث والثقافة لا يقل أهمية عن الاستثمار المالي على الرغم من أهميته في التنمية الاقتصادية للبلاد ، والحفاظ على التراث والهوية الحضارية لهذه المدينة التي تتطلع بثقة، لمواجهة التحديات التنموية الكبرى بصفتها عاصمة اقتصادية للمملكة». من جهته، قال أدهم التوره، المدير العام لشركة الأجيال القابضة، إن الشركة تطمح من خلال هذا المشروع، الذي يربط بين المدينة العتيقة والجديدة بالدارالبيضاء، إلى أن تساهم بشكل فعال في عملية تجديد أحد الرموز الهندسية الكبرى لهذه المدينة، وذلك من أجل الاستمرار في التزامها الاجتماعي، وكذا دورها كفاعل نشيط في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمملكة. وأبرز التوره أهمية الاستثمار في الجانب الثقافي والتراثي لهذه المدينة التي على الرغم من أنها معروفة عالميا كمدينة للمال والأعمال، إلا أنها تتوفر على العديد من المآثر والمعالم التاريخية المهمة التي يتعين إحياؤها وإعادة الاعتبار لها. من جانبها توقفت نجوى إلهام البكري، مديرة شركة التنمية المحلية الدارالبيضاء، عند الأبعاد الجمالية والوظيفية لهذه المعلمة البيضاوية التي سوف يتم إعادة تأهيلها وتجديدها خلال مدة 12 شهرا. وأوضحت أنه خلال المرحلة المقبلة في هذا المشروع سوف يتم الإعلان عن مباراة المهندسين المعماريين التي سوف تطلقها الدارالبيضاء للتراث، من أجل اختيار المكتب الذي سوف يتكلف بإنجاز الدراسات المعمارية المتعلقة بهذا المشروع. وتعنى شركة الدارالبيضاء للتراث، التي أنشئت في شهر أبريل من سنة 2015 بمبادرة من الجماعات المحلية، بالتراث الثقافي والمادي وغير المادي والطبيعي والجهوي من حيث الحفاظ عليه وتثمينه. وتلعب الدارالبيضاء للتراث دور المنسق بين مختلف الفاعلين على المستوى المحلي والجهوي والوطني، من أجل وضع رؤية استراتيجية للحفاظ على التراث وتثمينه. وتملك الجماعات المحلية الحصة الكبرى من رأسمال هذه الشركة الذي يبلغ 32 مليون درهم، فضلا عن بعض الفاعلين الخواص. من جهتها، تعتبر شركة الأجيال القابضة بمثابة شركة مساهمة يبلغ رأسمالها 12 مليار درهم، تم إنشاؤها من طرف الهيئة العامة للاستثمار الكويتية لتحل محل المجموعة المغربية الكويتية للتنمية المتواجدة بالمغرب منذ ثلاثة عقود في المشاريع الاستثمارية. وألقى بوشعيب فقار محافظ مؤسسة مسجد الحسن الثاني كلمة تحدث من خلالها على الدور الثقافي لمعلمة الحسن الثاني وما تقوم به من دور مهم بالتعريف بالتراث وإعطاء الوجه الحقيقي للدار البيضاء بصفة خاصة والمغرب بصفة عامة ، كما أعطى بشكل مختصر الانشطة التي تقام داخل رحاب المكتبة الوسائطية للمسجد والعناية التي يوليها الملك محمد السادس إليها والدعم المادي من ماله الخاص . كما أبرز فقار في كلمته أن المرحوم الحسن الثاني كان يفكر في بناء المسجد في بادية الستينيات من القرن الماضي.