نظم المكتب الجهوي للودادية الحسنية للقضاة بالجديدة بشراكة مع المرصد القضائي للحقوق والحريات وهيئة المحامين بالجديدة٬ اليوم الجمعة بمدينة الجديدة٬ ندوة وطنية كبرى حول موضوع: الجريمة الإرهابية وضمانات المحاكمة العادلة. وقد عرفت الندوة٬ التي ترأس جلستيها كل من الاستاذ عبد الحق العياسي٬ رئيس الودادية الحسنية للقضاة والسيد سعيد زيوتي الوكيل العام بالجديدة٬ عرفت مشاركة نخبة متميزة من القضاة والحقوقيين والفقهاء والمختصين والخبراء الذين تناولوا من خلال عدة محاور هذه الظاهرة التي أضحت تكتسي أبعادا دولية٬ وتثير العديد من الإشكالات ذات الطبيعة القانونية والأمنية والحقوقية والقضائية والنفسية والتربوية والاجتماعية والثقافية. وشارك في هذه الندوة إمام مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء٬ الأستاذ عمر القزابري٬ وقاضي التحقيق المكلف بقضايا الإرهاب٬ الأستاذ عبد القادر الشنتوف والأستاذ يوسف العلقاوي رئيس غرفة الجنايات الاستئنافية بالرباط المكلف بقضايا الإرهاب. كما شارك في هذه الندوة أيضا الأستاذ سليمان فنجيرو٬ محامي بالولايات المتحدةالأمريكية وضابط سابق في برنامج محاربة الإرهاب بالأمم المتحدة بفيينا.٬ بالإضافة إلى الدكتور محمد الخضراوي رئيس المرصد القضائي المغربي للحقوق و الحريات ونائب رئيس الودادية الحسنية للقضاة. ومن المشاركين أيضا البروفيسور مامون مبارك الدريبي٬ كاتب وباحث في التحليل النفسي و علم النفس. هذا وتحدث الإمام القزابري في كلمة له بالمناسبة عن التشويه الذي طال المنهج القويم للديانة الاسلامية من طرف بعض المتاجرين في الدين مطالبا بضرورة تناول المفاهيم الدينية بعقل وبصيرة من أجل اجتثاث ظاهرة الإرهاب. كما أكد إمام مسجد الحسن الثاني على ضرورة طاعة ولي الامر الذي يعد من طاعة الله سبحانه وتعالى كما جاء في الكثير من الاحاديث النبوية الشريفة٬ مؤكدا أن طاعة ولي الامر توحد صف الامة وتبعد الفتنة عن الناس. من جهته ركز قاضي التحقيق المكلف بقضايا الإرهاب٬ الأستاذ عبد القادر الشنتوف في كلمته على موضوع المحاكة العادلة لكون حماية حقوق الإنسان أصبحت مسألة عالمية ولم تعد مرتبطة بقطر معين٬ مؤكدا أن الدستور المغربي أكد على المحاكمة العادلة على اعتبار أنها حق من حقوق الإنسان من اجل بناء دولة الحق والقانون. أما رئيس غرفة الجنايات الاستئنافية بالرباط المكلف بقضايا الإرهاب الاستاذ يوسف العقلاوي٬ فقد تحدث عن موضوع «اية ضمانات للأحداث الجانحين في قضايا الارهاب» مؤكدا أن مجموعة من القاصرين والشباب تورطوا في جرائم الارهاب الأمر الذي بات يفرض دراسة سوسيولوجية من أجل معالجة هذه الظاهرة. كما شهدت الندوة أيضا مداخلة للمحامي بالولايات المتحدةالأمريكية الأستاذ سليمان فنجيرو حول موضوع Le respect des droits de l'Homme et de la lutte contre le terrorisme بالاضافة الى مداخلة اخرى لرئيس الفرقة الوطنية للشرطة القضائية حول موضوع «مستجدات الجريمة الارهابية في محيطها الدولي والاقليمي» ﴿ تلاها احد نوابه لتعذر حضوره الى الندوة﴾ ومداخلة أخرى للبروفيسور مامون مبارك الدريبي٬ الكاتب و الباحث في التحليل النفسي و علم النفس في موضوع: «فكر التطرف هو دخيل على المجتمع أم إفراز مخطئ للمجتمع». ويأتي تنظيم هذا الحدث العلمي في إطار تفاعل الودادية الحسنية للقضاة مع محيطها الحقوقي والمهني لإبراز دور القاضي في حماية الحقوق والحريات وتكريس دولة القانون وأسس المقاربة التشاركية ٬ وأيضا في سياق مناقشة القضايا الكبرى وطنيا وعالميا ٬ ومنها الظاهرة الإرهابية التي يعتبر المغرب نموذجا يحتذى به في مجال مكافحتها بقوة القانون وبفضل الأوراش التنموية الكبرى التي يقودها صاحب الجلالة محمد السادس بكل حكمة وتبصر وجرأة.