عن منشورات عالم التربية،مطبعة النجاح الجديدة-البيضاء،صدر للأستاذ الدكتور محمد طواع كتاب «شعرية هيدجر-مقاربة انطلوجية لمفهوم الشعر»،بتقدمة جميلة وعميقة للأستاذ عبد الكريم غريب، والمؤلف، في طبعته الأولى،من القطع المتوسط (في 142 صفحة).وقد جاء بعد صدورٍ لنفس المفكر «هيدجر والميتافيزقا». ويعتبر ثمرة متاه محاورات «هيدجر» للعصر ولتاريخ الفلسفة ولعباقرة الفن والشعرعبر عن ذلك أربعة فصول:(«في ماهية الشعر»،«من أجل مجاوزة الميتافيزقا» و«في ماهية القول الشعري»،و«في ماهية العمل الفني»،و«مع سوفوكليس ضد أفلاطون في مسألة البوليس»)،وتم تذييل المصنف بخاتمة فبيبليوغرافية قيمة. ولنجتزئ من الكتاب: «لكي يكون الإنسان هو نفسه،متجها صوب إنسانيته،عليه أن يقيم انفتاحه على السماع.ذلك أن ثمة كلاما حافظا لحكايات الشعوب التاريخية وعبقريتها التي جسدت الإقامة والعمران على سطح الأرض في انتظار ذلك. هذا الكلام هو عينه لغة الوجود التي يدخل في يمّها الأثر والخط والكراف والرمز والكتابة والمعمار والفنون والتقنيات والمعارف والعلوم والرقص والنغم واللباس والبصمات والوشم والألوان والحلي..والتراب والماء ،الهواء..هذه الامبراطورية السميائية لغة كاشفة معينة لمختلف أنماط الإظهار.إلى هذه اللغة ينبغي أن نلتفت على أساس الاستماع.«أن تستمع أو أن تبصر فأنت تحقق الشيئ نفسه».لأن هذه اللغة هي منبع التدلال والكلام وهي ما يجعل من المفكر حوارا لا نهائيا من أجل تفرده. «هذا التفنن أو الانكشاف الذي يحصل للامرئي ليتجلى في المرئي،هو الجمال أو هو الحقيقة في أبهى صورة شعرية» هنا ينبغي للإنسان أن يقيم لكي يتكلم الشعر ويعمر بجوار الأشياء بوصفه شاعرا.تجذر الانسان في أعماق هذه الحقيقة ولغتها وهو ما يجعل منه قصيدة جميع القصائد الممكنة فيجعله متجها صوب إنسانيته. لنفكر إذن وعين «هيدجر» في هذا العصر الذي أصابه الضجر والضيق من جراء ما حصل له على أيادي موظفي التقنية.ليكن للشاعر وللفنان كلمتهما بصدد سؤال السكن والإقامة في هذا الزمن العسير.