شهد صباح اليوم الخامس من فعاليات الدورة السابع عشرة من المهرجان الدولي للفيلم بطنجة، ندوة حول موضوع "النقد السينمائي والأندية السينمائية" بحضور كل من عبد الخالق بلعربي رئيس الجامعة الوطنية للأندية السينمائية، وخليل الدامون رئيس الجمعية المغربية للنقاد السينما، وقد كان اللقاء من تسيير الناقد محمد العروسي. وعن تاريخ نشأة النوادي السينمائية بالمغرب أكد بلعربي أن النقد السينمائي انشق عن حركة تلك النوادي، إذ بدأ النقد شفويا على شكل نقاشات وموائد مستديرة تعقب عروض الأفلام، ثم تحول تدريجيا إلى كتابات تطورت وتعددت بتعدد الحوامل الإعلامية (جرائد، مجلات، تلفزيون...إلخ). ومن بين المجلات السينمائية التي أفرزتها هذه الأندية السينمائية، نذكر: ''الشاشة المغربية''، و ''سينما 3'' التي كان يشرف عليها ''نور الدين الصايل''، و''دراسات سينمائية'' التي تصدرها الجامعة الوطنية للأندية السينمائية (جواسم)...إلخ، وهكذا، ظهرت أسماء أبانت عن اهتمامها بالنقد، وعمدت على أن تفرض وجودها بكتاباتها حول الأفلام منذ ثلاثة عقود، نذكر من بينها: نور الدين كشطي، مولاي ادريس الجعايدي، أحمد اعريب... وتجدر الإشارة إلى أن هاته النوادي ساهمت في انتعاش الثقافة السينمائية التي أسهمت بدورها في ميلاد سينيفيليين ونقاد وحتى مخرجين. كما أسف بلعربي على تراجع حركة النوادي السينمائية، بعدما كانت تنشط أسبوعيا من خلال عرض الأفلام ومناقشتها، وأصبح دورها ? فقط - ينحصر في نشاط سينمائي شهري يتمثل في تكريم مخرج وعرض فيلمه، وفي هذا الصدد فقد نوه بعطاء الناديين السينمائيين "سيدي عثمان" و "برشيد" بالرغم من أن الثورة التكنولوجية ومشكل تراجع القاعات قد ساهما في إضعاف ظروف العرض، وبالتالي تلاشي النموذج السابق للنوادي السينمائية. وأشار أيضا رئيس "جواسم" إلى مساهمة النوادي في تشجيع الشباب على الإنتاج والإبداع من خلال تنظيم مهرجان سيدي قاسم لسينما الهواة، وتتويج الفيلم الفائز بجائزة "محمد مزيان"، هذا فضلا عن انفتاح النوادي على المؤسسات التعليمية لزرع الثقافة السينمائية في صفوف المراهقين خصوصا. أما كلمة خليل الدامون، فقد استهلها بالحديث على ميلاد النقد في العالم، حيث تطرق إلى أن الناقد يتقاضى أجرا مقابل إشرافه على صفحة تعنى بالسينما في منبر من المنابر الإعلامية الشيء الذي لا نجده في المغرب. وفي شق آخر، تطرق الدامون إلى مهام الجمعية، مشيرا إلى إصداراتها كالمجلة المغربية للأبحاث السينمائية التي تضم مقالات نقدية وحوارات مع مخرجين، بالإضافة إلى كتب أخرى، وقد حافظت الجامعة ? بفضل الدعم الممنوح لها- على إصداراتها حتى يستمر عطاؤها. كانت تدخلات الحاضرين عبارة عن تعقيبات وأسئلة جوهرية حول أهداف الجمعية وتصوراتها بخصوص ومشاريعها، التمييز بين المقال النقدي والمقال الصحفي، وضرورة الاعتراف أن لا سينما دون دعم، العمل على إحياء القوافل السينمائية، التعاون بين الجمعية المغربية لنقاد السينما والجامعة الوطنية للنوادي السينمائية...إلخ. وقد نتساءل في الأخير، إذا كان النقد فعالية عقلية ومجموعة من الآليات والأدوات المعرفية والأجهزة المفاهيمية التي تعمل على خلخلة ثقة المبدع بإبداعه والقارئ بمتن قراءته، فكيف له أن لا يأخذ مكانته ضمن الحقل السينمائي المغربي بيسر وسهولة؟