في جو من الحزن والألم، شيعت جموع غفيرة بمريرت، إقليمخنيفرة، عصر يوم الثلاثاء فاتح مارس 2016، أربعة جثامين إلى مثواها الأخير بمقبرة البلدة، ويتعلق الأمر بالضحايا الذين لقوا مصرعهم، بعد عصر الاثنين 29 فبراير 2016، في حادثة السير المروعة التي وقعت بمنعرجات النقطة الطرقية ب «تكورت إزم»، بين مريرت وسوق الأحد، على طريق أزرو، وذلك بعد اصطدام سيارتهم من نوع «رونو 9» بشاحنة محملة بمواد البناء والتسقيف قادمة من الاتجاه المعاكس . و ينتمي الضحايا الأربعة إلى قرية «ارشكيكن»، بجماعة الحمام، ضواحي مريرت، منهم عاملان بمناجم جبل عوام، أحدهما متقاعد. وقد ووريت الجثامين الثرى، في موكب جنائزي مهيب، ضمّ إلى جانب عائلات وأقرباء وأصدقاء الضحايا، عددا من الفعاليات الجمعوية، وحشدا غفيرا من المشيعين، من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية، في حين غاب المسؤولون، لا عن مراسيم تشييع ضحايا الفاجعة التي كانت بمثابة «إعلان حداد»، ولا عن تقديم التعازي والمواساة لأهاليهم، الأمر الذي لم يمر دون أن يخلف ردود أفعال غاضبة، مع انتقادات حادة وجهت للمسؤولين والمنتخبين الغائبين، وللجهات التي استخفت بأرواح الضحايا وعمدت إلى «إخفاء» الفاجعة عن مراكز القرار، ولم تكلف نفسها حتى التكلف بنقل هؤلاء الضحايا وتسهيل المساطر القانونية عوض ترك المشيعين عالقين في المتاهات. وارتباطا بذات السياق، نالت وسائل الإعلام الرسمي، المتمثلة في قنوات التلفزة المغربية ووكالة المغرب العربي للأنباء، حقها من اللوم والاستنكار، لعدم إعلانها عن حادثة سقوط القتلى الأربعة، كما هو الشأن بالنسبة للحوادث من هذا الحجم أو أقل منها، اللهم إذا كان الضحايا غير مغاربة أو سياحا أجانب، ما اعتبره أهالي مريرت ازدواجية المعايير في التغطيات الإعلامية، وإهانة سافرة لآدمية الضحايا، ولم يكن الرأي العام يعتقد أن الإنسان بمريرت وضواحيها سيلقى نفس التهميش حتى وهو في عداد الموتى. أو ستنطبق عليه قولة الشاعر محمود درويش: «كلُّ الَّذِينَ ماتوا .. نجوا من الحياة بأعجوبة»، مادامت الحياة في «المغرب غير النافع» شكلا من أشكال الجحيم.