مساء أول أمس الثلاثاء، أعلن اتحاد كتاب المغرب وبيت الشعر والائتلاف المغربي للثقافة والفنون، في بلاغ مشترك، عن قرارهم مقاطعة المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء التي سيفتتح غدا. وأوضح البلاغ أن أسباب المقاطعة تعود إلى استمرار «استهتار» الوزارة بشركائها الحقيقيين والمؤثرين من منظمات ثقافية وأدبية وجمعيات للناشرين، وغضها الطرف عن استضافة المكونات الفعلية للطيف الثقافي الإيطالي، باعتبار إيطاليا ضيف شرف الدورة. وأشارت الهيئات الثلاث إلى عدم التزام القطاع الوصي بوعوده إزاءها «بل تم، في المقابل، المس بالدعم السنوي الذي تقدمه الوزارة»، مع «حذف فقرة المسرحيات والعروض الفنية الموازية لفعاليات المعرض». وفي اتصال هاتفي بالبشير الزناكي، مستشار وزير الثقافة، قال إنه هناك، في تقديره الشخصي، «خلط كبير في اتخاذ قرار المقاطعة هذا، وإنه من الصعب الجواب عما جاء في البيان الآن ( الاتصال تم في حدود الحادية عشر والنصف من يوم أمس)»، مضيفا «أعتقد أن القرار يحتاج إلى دراسة جدية، لأنه يدل على تواجد علة في الجسد الثقافي، وليست الوزارة بمفردها التي تتطلب المعالجة. هذا القرار أدخل المصلحة الثقافية في حسابات ضيقة. وهو يشبه، في حد ذاته، دعوة تلاميذ المؤسسات التعليمية إلى مقاطعة الدراسة والمدرسة. والمؤسف أن المشكل ليس في المعرض في حد ذاته، بل في التشويش الذي يتعرض له المعرض. والمحك الحقيقي الآن هو مساهمة كل المثقفين في فعالياته». ووصف مستشار الوزير المقاطعة بكونها «قرارا لا علاقة له بالثقافة. ولا أفهم كيف تم اتخاذه بعد كل الجلسات التنسيقية التي تمت مع هذه المنظمات التي منحت لها الصلاحية في تسيير وتدبير ندواتها خلال المعرض.» أما «الجمعية المغربية للناشرين» فقالت إنها ظلت «تحرص على ألا ينحرف المعرض عن مساره، كأن يصبح سوقا، وهذا ما لاحظه أعضاء الجمعية هذه السنة، حيث تم الإبقاء على الوضعية التي اعترضوا عليها بتخصيص خيمة للبيع فقط»، مضيفة، في بلاغ أصدرته أول أمس، أن أعضاءها اتخذوا «قرارا جماعيا بتعليق مشاركتهم (في الدورة)» في حالة عدم استجابة الوزارة لمطالبهم.